الأحد، ديسمبر 23، 2007

أبقى قليلاً

وداعاً
أمد يدى و أمسك مزلاج الأرض لأفتح الباب و أمضى . غير أننى أتردد لحظة صغيرة على العتبة النيرة : عيناى و أذناى و أحشائى تجد أنه من الصعب ، و أنه لمن أقسى الأشياء ، أن تسلخ نفسها عن حجارة العالم و عشبه . يستطيع المرء أن يقول لنفسه إنه مكتف و إنه ينعم بالهدوء و السلام . و يستطيع القول إنه لم يعد يحتاج لشىء ، و إنه قد أدى واجبه و إنه مستعد للرحيل . لكن القلب يقاوم . يتمسك بالعشب و الحجارة و يتوسل ((أبقى قليلاً))
و أجاهد لتعزية قلبى و جعله ينسجم مع إعلان الموافقة بحرية . يجب أن يغادر الأرض ليس كعبيد ممزقين و مجلودين ، بل كملوك ينهضون عن المائدة و هم ليسوا فى حاجة لشىء ، بعد أن أكلوا و شربوا حتى الأمتلاء . ولكن القلب مايزال يخفق داخل الصدر و يقاوم صارخاً
((أبق قليلاً ))
أبقى . و ألقى نظرة على الضوء (هو الأخر يقاوم و يصارع كقلب الأنسان . الغيوم قد غطت السماء . و رذاذ دافىء يتساقط على شفتى . و رائحة الأرض تعبق . و يصدر عن التراب صوت حلو مغوَ )
((تعال .. تعال .. تعال)) ...
تقرير إلى غريكو - نيكوس كزانتازاكى- ترجمة ممدوح عدوان

التسميات:

Free Web Site Counters