الاثنين، مايو 18، 2009

أويدر

حسين صديقى القاهرى العزيز و أخويا الصغير إتصل بيا من كام يوم ,و قالى إنه حلم بيا إمبارح حلم غريب , قالى إنه حلم إنه هو و مجموعة من الناس كانوا بيتكلموا على رواية انا كتبتها بطلتها إسمها أويدر
إسم البنت كان غريب و أنا قولتله ده على وزن قويدر بتاع الجيلاتى و ضحكنا
الأسمين أويدر و قويدر فضلوا يدوروا فى دماغى من يوم, أويدر لغرابة الأسم و الفكرة و قويدر بتاع الجيلاتى لأرتباطه بذكرى حلوة جداً عندى و من هُنا كان يجب أن أحلم انا كذلك بأويدر
مبدئياً أويدر بنت عندها تلاتاشر سنة و ده سن صعب جداً لبطلة رواية و ده كان مأزق حاد بالنسبالى بس كان لازم الألتزام بسن أويدر اللى ظهرتلى بيه فى الحلم
صعوبة السن ده إنه بيحرمك من طفلة بطلة تستطيع أن تلعب عليها بتيمات الطفلة المضطهدة اللى بتبتدى تكتب عن مشاعرها أو الطفلة ذات الأمكانيات العقلية و العاطفية المتطورة اللى تخليك تستغرب الكلام الكبير اللى طالع منها
فى نفس الوقت سن التلاتاشر ما قبل سن المراهقة بحيث إنك مش حتقدر تشبك البطلة فى أى مغامرات عاطفية أو أفكار شاردة لفترة المراهقة
أويدر بنت ذات ملامح عادية جداً متجذبكش لأنك تبصلها و لا تمتلك أى من خصائص بطلات الروايات من الحزن البايت فى العيون أو الشرود الجميل أو الحيوية و الأنطلاق و البهجة
بإختصار أويدر لا تمتلك أى ميزة تجعلها تتصدر غلاف الرواية
أبو و أم أويدر وإحتراماً لتأثير جيلاتى قويدر فى تقوية علاقاتهم ببعض قرروا إنهم حيسموا أول أولادهم قويدر و كانت المشكلة اللى ماكنوش عاملين حسابها إن المولودة جت بنت
وعلشان كده لما الناس سألوه حتسميها أيه , كان حيران كان بيبص لمراته وهى تبصله و مش عارفين يعالجوا الموقف ده إزاى , ساعتها يمكن جه فى بالهم سذاجة فكرة إرتباطهم بالجيلاتى للدرجة دى ، و نظراً لأقتناعهم إن فتفوتة صغيرة زى دى كانت من الفتافيت الكتيرة أوى اللى ربطت ما بينهم كدا , قرروا إنهم و إحتراماً لذكرى الجيلاتى اللى كان بيسيح عليه و هى كانت تقعد تضحك عليه قرروا إنهم يسموها أويدر
يفترض و كبنت بتعرف عن نفسها فى أول يوم مدرسة إن تحصل لحظة سكون بعد ما تنطق إسمها و يبتدى الكل يعبر عن إستغرابه من إسمها و تبدأ المدرسة تسألها عن معنى إسمها
أويدر خيرتنى فى الحلم ما بين إختيارين
الأختيار الأول : أويدر تقول إسمها فمحدش يستغرب على الأطلاق و يتم التعامل معاه على إنه إسم عادى جداً زيه زى شيماء و رشا و أنا كنت شايف إن ده منطقى جداً بالنسبة لرواية عادية تماماً بتحكى عن بنت لا تمتلك أى مميزات تخليها تظهر على غلاف رواية
أويدر كانت بتكرر فى الحلم الجملة دى على طول : منطقى جداً بالنسبة لرواية بتحكى عن بنت لا تمتلك أى مميزات تخليها تظهر على غلاف رواية , وده كان أمر لافت للنظر بالنسبة لية بصفتى الشخص الحالم بأويدر والمدون الوحيد لكل ما تحلم أو تفكر به أويار , أويدر نفسها كانت بتقولى إنها كانت نفسها تبقى بطلة حواديت تمتلك مميزات تخلى القارىء يتعاطف معاها أو يكرهها ماكنتش مبسوطة برغبة الكاتب و الحالم فى إنه يخليها مجرد شخصية عادية علشان يظهر نفسه فى شكل شخص بيكتب حاجة جديدة عن حياة عادية تماماً كحياة أغلب البشر بما فيهم قارىء الرواية نفسه اللى حيكتشف إنه بيقرا عن رواية بتتكلم عنه جداً وليس عن أشخاص بيحاول يهرب و يستخبى فى قصصهم و أحلامهم
الأختيار الثانى : أويدر بتقول إسمها ..لحظة صمت... الطلاب يببوصولها فى إستغراب شديد و المدرسة تسألها عن معنى إسمها فتجاوبها أويدر بمنتهى الثقة إن أويدار دى زهرة ذات تلات ألوان الأحمر و الأبيض و البنفسجى ظهرت مع بدايات إنحسار الدولة الأسلامية فى الأندلس و إنقرضت تماماً مع هزيمتهم
وسط نظرات الذهول و البلاهة من جانب الجميع و على رأسهم المدرسة
أويدر بتكون بتحط لنفسها خط يخرج بالرواية من ناحية الرواية ذات الأحداث العادية المقصودة تماماً و بتخلى القارىء ياخد عنها صورة معينة وهو ما لايقصده ولا يريده الحالم بأويدر و مؤلف الرواية
حيث أن الرد ده لما يخرج من طفلة فى السابعة من عمرها بكل الثقة دى و دون ظهور أى إبتسامة خبيثة على وش البنت من كدبتها حيخلى القارىء يبدأ يتعامل مع أويدر من منظور مختلف
تعمُّد إنك تكتب رواية عادية تماماً صعب جداً , قدرتك على تفريغ الرواية من أى شىء يجذب القارىء و مع ذلك تجذب إنتباهه و تخليه يكمل الرواية لحد الأخر لأن أكيد فيه حاجة حتحصل أو أكيد فيه حاجة حصلت فعلاً وهو مقدرش يفهمها لأنه صعب يتخيل إن بطلة لرواية إسمها أويدار ومفيش أى أحداث مميزة فى الرواية و مع ذلك هو مش حاسس بأى ملل لأنه عارف إن أكيد فيه إنة و هو مش قادر يستنتجها و ممكن لو إكتشف الخدعة دى حيسأل نفسه طيب هو ليه مسماش بطل الرواية منى أو سلوى أو أى إسم عادى
أويدر ميالة للأختيار الثانى فى حين إن العبد لله الشهير بالحالم بأويدار ميال للأختيار الأول
أويدر حتفرض نفسها بقوة عليه فى شىء غريب على بنت لا يتجاوز عمرها الثالثة عشر و لا تمتلك برأة الطفولة أو أنوثة المراهقة فقط إعتماداً على سطوتها على حلمه
أويدر حتبدأ تعاقبنى بإسقاط جزء من حياتى و أفكارى على نفسها فى الرواية لأنها عارفة إن أسوأ حاجة تحصل لكاتب إحساسه بإنه شايف نفسه أوى فى عمل و السقوط فى فخ الذاتية اللى بيشكو على طول منه فى الكتابات الأدبية
أويدر و فى مقطع ساذج جداً من الرواية حتقول لصاحبتها إنها بتتبسط جداً لما حد يحلم بيها ده بيخليها تحس إن فيه ناس بتحبها و بتفتكرها غصباًُ عنها فى أحلامها
العبدلله الحالم بأويدار و المدون الرسمى لجميع أفكارها حيكتب جملة و فى مقطع ساذج جداً من الرواية بقلم أحمر كناية عن الألم زى ما حيقنع نفسه لأنه إضطر يكتب علشان يبين لأويدر إنه شايفها بنت ساذجة و بتكتب أفكار ساذجة وحيحاول يقنع نفسها بالكذب إنها مش إسقاط عليه
حيحاول برضه فى نفس الوقت عدم الدخول فى أى مصادمات مع أويدر إقتناعاً منه بإن مصادمات الكاتب مع أبطال الرواية موضة قديمة و إتحرقت خلاص وحيبدأ فى التفاوض مع أويدر للوصول إلى حل وسط
أويدر فى مرة بتقولى إنها عايزة موضوع روايتها عن إنها إتربت وسط عائلة من الطبقة المتوسطة و إنها معندهاش أخوات و إنها كانت بتحب ولد و هى فى أول سنين الجامعة و إنهم إنفصلوا عن بعض و من وقتها قررت إنها تركز فى دراستها و مجال عملها لحد ما إتخرجت و إشتغلت فى شركة كبيرة وهناك إتعرفت على زميل ليها حست معاه بالأرتياح و إنهم إتجوزو و بعد ما خلفوا سلمى قررت إنها تسيب شغلها و قعدت فى البيت تربى بنتها
أويدر تنهى قصتها و تبتسم , أرد عليها فى إحباط إنها قصة مملة جداً بشكل غير مصدق
أويدر تقولى إنها عجباها و تقولى فى خبث متنساش إنها من تأليف بنت عندها تلاتاشر سنة و إنى لو بدور على قصة عادية فمش حلاقى قصة عادية و مملة زى الواقع أفضل دى
أنبه أويدر لحقيقة إنها بطلة رواية عندها تلاتاشر سنة غير مسموح لها بتجاوز السن و إن الأحداث كلها بتدور فى نفس الفترة الزمنية
أويدر تبتسم و تقولى فى الحالة دى مش شرط إنها تظهر حيث إنه من الممكن إنها تكون محور الأحداث من غير ما تظهر فى أى مشهد , أويدر بتقولى إنها حتسحب وجودها من الرواية علشان تكتفى بوجودها معايا فى الحلم
و تقولى جملتها الغير منطقية على الأطلاق أنا مينفعش أظهر فى مكانين مع بعض مينفعش أظهر فى أحلامك و فى ورق الرواية فى نفس الوقت , و تبدأ تقترح إن فكرة الرواية تكون عن الحالمين بأويدر
أويدر حتقولى إنى مش أنا الشخص الوحيد اللى بحلم بيها
أنت و حبيبتك و أمك و أخواتك و أصحابك كلكم بيحلموا بيا بس أنت محور الأحداث لأنك اللى حيكون فى أيدك إنك تكتب عنى أو تكتفى إنك تحلم بيا
ولما تكتب عنى حيكون الكلام نقلاً عنى حقولك كل حاجة و حاول تلتزم بأمانة التقل زى ما أنا حلتزم إنى أنقلك أحلام الناس اللى بيحبوك لما بيحلموا بيك , أنا برضه بظهرلهم فى الأحلام وبقعد أكلمهم عنك و أقولهم الكلام اللى ممكن متكونش عارف إنك توصلهلم وتقدر تتأكد من كلامى لما تشوف الأبتسامة اللى على وشوههم وهما
نايمين
أويدر نصحتنى بحرق ملزمة الرواية الأولى و إنى أبدأ أكتب عنها من أول وجديد
أويدر فى حلم كانت بتقولى إنها مبسوطة جداً من الرواية و صارحتنى إنها كانت بتعند معايا لأنى كنت بكتب فى خط هى شايفة إنى مش حابه من الأصل و إنى بكتب فيه لأسباب أنا نفسى مش قادر أحددها
قالتلى إن بعدى عن النزعة العاطفية فى كتابتى ده شىء صعب جداً عليا و قالتلى إكتب زى مانت عايز و خليك واثق فى نفسك
سكتت شوية و قالتلى أنا مبقولكش غرقها عواطف و مشاعر يعنى بس خلى فيه خيط دافى فى النص تبقى قادر إنت و شخصيات الرواية إنكم تلمسوه أو حتى تبقوا شايفينوه و متوهوش منه
أويدر يوم بعد يوم زيارتها بتكتر فى الأحلام بتجيبلى البنت اللى بحبها و بتخلينى أشوفها و أقدر ألمس إيديها بتجيبلى أصحاب مشوفتهمش زمان و تعملنا الشاى و تقف مبسوطة تتفرج علينا و إحنا بنتكلم
أويدر إكتفت بتواجدها فى أحلامى و إكتفت بسعادتى بالمسافات اللى إتلاشت ما بينى و ما بين الناس و بوجودها كإسم فى الرواية بدون أى ظهور لها بشخصها

التسميات:

الأربعاء، مايو 06، 2009

خمس دقايق

بُصى انا حعمل معاكى إتفاق , لما نكون بنتكلم و تقوليلى و إحنا بنقفل المكالمة إنك حتكلمينى كمان خمس دقايق إعملى حسابك إن الخمس دقايق دول عندى معناهم 300 ثانية مش أكتر، ممكن أقل مفيش مشكلة

و إنى باخد كلمة الخمس دقايق بمعناها الحسابى و ليس معناها المُتعارف عليه إن خمس دقايق دى ممكن تبقى عشر دقايق أو نص ساعة أو ساعة أو أى وحدة زمنية أكبر من النص ساعة

لأنى من بعد ما أخلص المكالمة معاكى مخى حيتحول لأستوب ووتش أوتوماتيك و حيبتدى يعد عد تنازلى مع نفسه 300 299 298 الثوانى حتكون بتعدى عليه ساعات بالمعنى الحسابى فعلاً و مش حيقدر يفكر فى أى حاجة تانية فى الفترة دى من الحاجات اللى هو من المفترض إنه يكون بيفكر فيها

ساعتها حتظهر فجأة الفكرة البسيطة إنى أكلمك مع إن العداد لسة فى الميتينات بس إنتى وحشتينى فعلاً و نفسى أسمع صوتك و حيث إن التٌقل و اللوع و كل السخافات العاطفية دى مش موجودة ما بينا فأنا حطلع نمرتك و حفضل حاطط صوباعى على زرار الأتصال ، 145 ثانية اللى فاضلين كتير مش كده , حقول ممكن تكون مشغولة فى حاجة و مش حعطلها و كده كده لسة فاضل 130 129 128

يخرب بيت كده بصى ما تقوليش بطّل سجاير أو حتى قلل مع إنى بحاول لأنك عارفة إنك لما تيسيبنى فى رحمة ثوانى

حلحم سجارة فى أختها من قبل ما أخلص الأولانية حتى

55 ثانية هانت , يعنى أول مرة ألاقى نفس فى الموقف ده و أجرب قسوة الأنتظار دى , بس عادى حقول لنفسى إنك بتتعاملى مع الخمس دقايق ك مصطلح عن إنك حتكلمينى بسرعة

حريح نفسى بالفكرة و حروح أعمل كوباية شاى

فاضل ثانيتين حبص للموبايل بأمل بس صورتك مش راضية تظهر

420 ثانية سبع دقايق بالظبط صورتك و إسمك حيظهروا حرد عليكى و حقولك إنى كنت لسة بفتح شاشة الكمبيوتر علشان أكتب عنك

حقول لنفسى سبع دقايق مش كتير على فكرة و حفتكر إننا قضينا أغلب عمرنا بعيد عن بعض

حيبقى نفسى أسالك سؤالنا المعتاد هو إحنا ليه ما إتقابلناش قبل كده ؟؟

التسميات:

Free Web Site Counters