أبقى قليلاً
وداعاً
أمد يدى و أمسك مزلاج الأرض لأفتح الباب و أمضى . غير أننى أتردد لحظة صغيرة على العتبة النيرة : عيناى و أذناى و أحشائى تجد أنه من الصعب ، و أنه لمن أقسى الأشياء ، أن تسلخ نفسها عن حجارة العالم و عشبه . يستطيع المرء أن يقول لنفسه إنه مكتف و إنه ينعم بالهدوء و السلام . و يستطيع القول إنه لم يعد يحتاج لشىء ، و إنه قد أدى واجبه و إنه مستعد للرحيل . لكن القلب يقاوم . يتمسك بالعشب و الحجارة و يتوسل ((أبقى قليلاً))
و أجاهد لتعزية قلبى و جعله ينسجم مع إعلان الموافقة بحرية . يجب أن يغادر الأرض ليس كعبيد ممزقين و مجلودين ، بل كملوك ينهضون عن المائدة و هم ليسوا فى حاجة لشىء ، بعد أن أكلوا و شربوا حتى الأمتلاء . ولكن القلب مايزال يخفق داخل الصدر و يقاوم صارخاً
((أبق قليلاً ))
أبقى . و ألقى نظرة على الضوء (هو الأخر يقاوم و يصارع كقلب الأنسان . الغيوم قد غطت السماء . و رذاذ دافىء يتساقط على شفتى . و رائحة الأرض تعبق . و يصدر عن التراب صوت حلو مغوَ )
((تعال .. تعال .. تعال)) ...
تقرير إلى غريكو - نيكوس كزانتازاكى- ترجمة ممدوح عدوان
التسميات: إختلاس
4 Comments:
يا محمود حرام عليك أكتر من شهر مختفي قلقتني عليك، كل سنة وانت طيب، أبقى معنا دائماً ولا تتأخر
ابق قليلا ..
تتمنى لو أنك استطعت امساكه وجذبه من ثيابه حتى يبقى، لو أنه فقط بقي قليلا، لو أن الدنيا كريمة لدرجة جعله يبقى قليلا ..
لكنه لا يفعل !
كل سنة وانت طيب
حبيت بس ابدى اعجابى بمدونتك ككل
بجد مدونة خفيفة وجميلة
لا احد يريد البقاء كلنا نبحث عن غموض العالم الاخر.
كل سنه وانت طيب يا حوكه وبلاش تغيب كدا
إرسال تعليق
<< Home