السبت، ديسمبر 27، 2008

حكايات مربى البلح

بخصوص اللى إنكتب هناك
الساعة إتنين بليل , طيارته الساعة ستة الفجر , قاعد بيراجع الحاجات المكتوبة فى الورقة و اللى يُفترض إنه حاططها فى الشنطة
أخ !! إكتشف إنه نسى يحُط برطمان مربى البلح
حيقعد يعاتب نفسه زى عادته , طيب المحلات دلوقتى قافلة ... ده أيه النحس ده , إزاى نسيت أجيب برطمان المربى , أكيد حتتضايق جداً , حيعاتب نفسه لأنه نسى إنها طلبت منه إنه يجيبلها برطمان مربى بلح , الحكاية مضايقاه أوى أوى و عمال يفكرلها فى حل لحد ما وصل إسكندرية و بدأ فى تنفيذ فكرته

خالته أم كريم الشهير بكرلوس أستاذة فى الطبخ و الحلويات حيحط قدامها نص كيلو بلح و يقولها عايز مربى بلح عظيمة يا خالتى , خالته حتبص للبلح بقرف و تقوله : أيه ده يا محمود إنت لامه من فوق الشجر ولا من عالأرض
محمود : اللى لاقيته والله يا خالتى

والدته ترفع برطمان المخلل لفوق و تنظر له بعمق
محمود : البرطمان نضف يا ماما
والدته : يا إبنى أنا عمرى ما شوفت حد بيحط مربى فى برطمان مخلل
محمود : ماهو ده التجديد و البرهان على إن المربى دى مستوردة يا ماما

أحمد إبن خالته مهنته طبيب أسنان و عشان كده قرر إنه يستغل مهاراته التزويرية و جابله ليبل بتاع مربى فيتراك و قاله عايزك تضربلى واحدة زى دى , بعد شوية حيلاقى أحمد عمال ينقل البيانات على ورقة بخط حلو جداً حيسرح لحظة مع الخط , بس بعد كده حيقوله بقى بذمتك يا أبو حميد عمرك شفت ليبل أى حاجة مكتوب بخط الأيد
أبو حميد حيطلع راجل ذوق جداً و حيتحرج من نفسه ووشه حيحمر و حيتكسف أوى من نفسه حيفتح الكمبيوتر و يبدأ ينقل فورمة الليبل على الكمبيوتر
خالته عملت مربى تحفة الصراحة , التتنيحة اللى فيها هو وأحمد و كريم ولاد خالاته بتقول كده, المشكلة إنهم لما جم يملوا البرطمان إكتشفوا إن المربى يا دوب تكفى تلتين البرطمان
و بعدين يا كوكو الراجل بتاع الجنينة اللى لمينا منها البلح مش حيسبنا المرادى
مهاب إبن خالته كان هو صاحب الحل السهل الممتنع المرادى مد صباعه وساوى سطح المربى لحد ما بقى أملس تماماً طلع صباعه و مسحه فى الليبل و قالك إن فيه شركات مربى بتحط النكهة على الليبل
مقدرش إلا إنه يبوسه فى راسه ويهنيه على لياقة صباعه قبل ما يهنيه على نضافة دماغه و منساش برضوه إنك يمسك البرطمان بمنديل علشان كان قرفان إنه يمسكه
شطة إبن خالته إختار إسم معبر جداً للمربى ( نفط و تمر ) حاجة موحية جداً إنه جاى من الخليج و إن المربى دى مربى تمر
حمدى بتاع الشكمانات إتبرع ببرشمة الغطا على نفقته الخاصة , كان مبسوط جداً و حاسس إن الدنيا كلها بتتحالف معاه من أجل برطمان مربى
حيلف البرطمان فى ورق هدايا و حيحطه فى كيس شيك و ياخده معاك وهو مسافر القاهرة
حيشوفها و يسلم عليها
قبل ما يمشى حيرسم إبتسامة الشاب اللطيف على وشه
و يقولها إنتى كنتى طلبتى منى طلب كده و انا عند وعدى
حيطلع البرطمان فى حركة مسرحية حيلاقى ورقة الليبل لسة ملزقة و المشكلة الأكبر إنها فكت من البرطمان , حيتثبت طرف الورقة بصباعه محافظاً على إبتسامته
هى حتنبسط جداً و حتقوله إن دى حركة لطيفة حتمد أيديها علشان تاخد البرطمان وهو متبت فيه علشان متشوفش الليبل المفكوك و لسة راسم الأبتسامة العبيطة على وشه , حتفتكره بيهزر فحتحاول تانى تاخده و هو حيبتدى يتتشنك على البرطمان
حتقوله وهى بتضحك إنت جايبه علشان تفرجنى عليه ولا أيه
حيفوق و حيضحك لا لا خديه أهه حيحطه فى الكيس ويديهولها و يقولها إنه يا دوب يلحق ميعاد القطر
بعد شوية إتصال
هى : أيوة يا محمود لو فيها رذالة يعنى بس فيه إستفسار المربى دى مكتوب عليها إن تاريخ إنتهاء الصلاحية 2007
حيلعن قلة الذمة المصرية فى سره و يقولها بسرعة : يا بنتى مانا عارف , ماهية علشان كده غالية , دى من محل مخصوص فى أبوظبى كل بضايعه منتهية الصلاحية
هى فى إندهاش : جديدة دى والله بس معلش سؤال تانى رذل كده
هو فى قلق : إسألى يا مغلبانى
هى : ليه المكونات بتاعتها مكتوب فيها فراولة ؟؟ ومفيش سيرة البلح خالص , مش دى مربى بلح يا محمود
هو فى سره منك لله يا أبو حميد : ماهوة البلح الفرز الأول هناك بيسموه فراولة علشان بيبقى لونه أحمر , بقولك أيه يا بنتى مبتعرفوش تاكلوا مربى بتطلبوها ليه
........................................................................................
أول ما دخل معاها الكافيتريا مط شفايفه علامة إنها مش عاجبه
هى و قد لاحظت ضيقه : ده الكافيه المفضل بتاعى حيعجبك صدقنى
هو ببرود شديد: لا مش عاجبنى خالص الصراحة
بعد نص ساعة
هو : يالا بقى سلام يا قطة انا حمشى علشان أنا إتنفخت من القعدة دى
هى حتمتعض من لغته السوقية و من كلمة قطة بس حتبلع فى نفسها و تقول ممكن حاجة مضايقاه : على فكرة أنا كنت طلبت منك طلب بسيط أوى بس شكلك كده نستنى
هو بحذر : طلب أيه ؟؟
هى : برطمان مربى البلح
هو ينظر فى إستغراب ثم ينفجر فى الضحك : مربى أيه ؟؟ مربى البلح , يعنى إنتى عايزة تفهمينى إنكم معندكمش هنا مربى بلح ؟؟؟ ماما ما بتجيبلكيش ؟؟ طيب لو ماما مبتجيبلكيش خلى بابا يشتريلك قال مربى بلح قال
هى فى ذهول و خجل شديد : خلاص خلاص انا كنت بهزر معاك بس
هو : بتهزرى أيه , إنتى مش شايفة وشك الأحمر من الكسوف أصلك ده أنا لو كان معايا عصارة كنت عملت من راسك مربى فراولة (ينفجر فى الضحك)
هى تنكمش أكثر و أكثر بينما هو يرفع من صوته أكثر و أكثره
هى : وطى صوتك من فضلك الناس بتتفرج علينا
هو : ميتفرجوا يختى وماله ,( يقف و يلتفت و يبدأ فى الكلام بصوت عال الهانم عايزانى أجيبها مربى بلح من الأمارات !! إنتو عارفين البرطمان هناك بكام بتمانية درهم , يعنى بالصلاةُ عالنبى كده بتاع حداشر جنيه و ستين قرش , تمانية درهم يا بشر يعنى يجيبولى علبة مارلبورو و علبة كليوبترا و مشط كبريت لأ مشط أيه ولاعة كمان و الباقى أجيب بيه تشكلتس نعناع كمان هو جرى أيه للناس فى البلد دى
يلتفت موجهاً الحديث لها يجدها إنصرفت و قد تركت قيمة حسابه و حسابها على الطاولة
......................................................................................................................
هو : انا جايبلك حاجة بسيطة أوى بس يا رب تعجبك
هى : يا ترى أيه؟؟
يخرج من الكيس برطمان المربى يقدمه لها و على وجهه إبتسامة عريضة
هى : أيه القرف ده؟؟
هو : مربى البلح اللى كنتى طلبتيها منى
هى : أنا طلبت منك مربى بلح ؟؟ ده إمتى ده إنشاء الله و كمان أنا أصلاً مبحبهاش و كمان أنا عاملة ريجيم
هو : لا والله إنتى طلبتيها منى قبل كده فى مسج حتى شوفى انا لسة محتفظ بيها أهه
هى تقرأ المسج تمط شفتيها : يمكن برضوه مع إنى مش فاكرة و رينى كده البطرمان ده (تمسك البرطمان تخرج نظارتها من حقيبتها تبدأ فى قراءة المحتويات فى إهتمام شديد)
شكلها مش بطال والله بكام دى يا حودة؟؟

هو : حودة طيب لا أكيد مش حقولك بكام يعنى
هى : يا عمى إنت حتعيش عليا دور الكريم , الحكاية مش مستاهلة يابا , لو أشترتها بأكتر من خمسة و ربع يبقى الهندى اللى باعهالك لبسك العمة ولا مؤاخذة , و مكلف نفسك و مسافر و شايل و جايب معاك بطرمان واحد بس .. طب هات معاك خمسة مثلاً ولا قول تلات بطرمنات كده يخزوا العين بس يالا عموماً كتر خيرك
تفتح البرطمان تغمس أصبعها فى البرطمان و تبدأ فى تذوقه ، ينظر لها فى قرف شديد
هو : مش منظر كده يا بنتى
هى : أه فى دى عندك حق فعلاً , تمد يدها داخل شنطتها تردد ( هو فين هو فين اه أهوه ) تخرج رغيف عيش
تقول لمحمود المذهول فى إبتسامة ظفر : لقيته الحمد لله رغيف الطوارىء
تقطع لقمة و تبدأ فى الأكل تتذوق أول لقمة و تهتف : واو تسلم أيد أمك يا حودة

هو لا يزال فى حالة ذهول
هى : مالك متنح كده ليه يا واد , اه معلش سورى نسيت( تقطع قطعة من الرغيف و تعطيها له ) يلا بسملله يا حنف
هو : لا معلش مبكولهاش إلا بالمايونيز
..................................................................................................
النهاردة لما نزل القاهرة إنشغل فى كام مشوار , كلمها قالتله إنها حتخلص شغل على ستة , إتفقوا إنهم يتقابلوا على سبعة , شافها و قالتله إنها مش حتقدر تطول علشان متتأخرش , إتكلموا كلمتين سألها عن أخبارها و إطمنت عليه إداها كيس و قالها مربى البلح يا ستى , علشان تعرفى إن حودة دايماً يوفى بوعده و إننا مبننساش ,
قالتله بكل ثقة : و أنا كنت واثقة من إنك مش حتنسى
هو كان مبسوط إنها واثقة من المعزة اللى شايلهالها و هى كانت مبسوطة لأنه مخيبش أمله فيها و أفتكر طلبها البسيط اللى جه فى لحظة هزار هى نفسها كانت طلبت فيها المربى
سلم عليها و قالها يلا بقى علشان متتأخريش و هى دعيتله إنه يرجع بالسلامة
قبل ما تمشى بصلها و قالها : بقولك أيه يا بنتى يديم المودة

التسميات:

3 Comments:

Blogger tona said...

يا صباح الحياة الجميلة

:)

28/12/08  
Blogger 3een said...

يا ترى الحياة هي الحاجات اللي بنقدر نعملها واللحظات اللي بنستمتع بيها وبعدين بتبقى ذكريات جميلة ولا الحياة هي الحواديت اللي دايما مش ممكن تحصل؟

29/12/08  
Blogger روز said...

حلوة حكاية "الدنيا كلها تتآمر عشان تعمل المربى"!

واخدها من حاجة مشهورة، رواية مثلا لا سمح الله؟؟
:):)

14/1/09  

إرسال تعليق

<< Home

Free Web Site Counters