الأربعاء، أبريل 08، 2009

إفتقاد

لا شىء يقتل الأفتقاد يا عزيزى , لا رائحة اليود و لا الأصدقاء القدامى ولا السير فى شوارع المدينة
لا الحنين إلى ذكريات طفولتك ولا إلى حبيبة إعتادت تصفيف شعرك بأصابعها
لا لذعة برد ظننت أنك مُفتقدها ولا مقهى قديم إعتدت الجلوس عليه
فقط تحاول أن تتمسّك بما تمتلكه فى تلك اللحظة حتى ولو كان ظل حبيبة تركتهُ لك لتأتنس بهِ
لا تعود كما كنت ولا تريد أن تعود كما كنت , فقط تتمنى الوصول إلى أول الطريق و الحصول على فُرصة أخرى
أن تفتقد , ولا تدرى ما الذى تفتقده تلك هى المشكلة
تحاول مرة تلو الأخرى العثور على ما تفتقده بلا فائدة , تحاول فى كل الأتجاهات
تحاول و تفشل و تحاول و تفشل و تحاول وتنجح ولكنك تكتشف فى أخر لحظة إنك فشلت فى تحديد ما الذى تفتقده حقاً
الحنين إلى ناس تفتقدهم ولا يفتقدونك, إفتقادك لناس تعلم إنهم يفتقدونك كما تفتقدهم ولكن لا تود أن تظهر أمامهم بهذه الصورة
تصمت كثيراً تحاول أن تقول شيئاً , تنتقى الكلمات وتكتشف إنها لا جدوى منها
الكلام هو هو ذاته
لا جديد
مجرد طق حنك فتقنع بصمتك
تكتُب و تكتُب و تكتُب , تمزق ما تكتبه لا تجد ما تبحث عنه فيما تكتُبه فما فائدة كتابتك إذن
أخبرتها ذات مرة إنى أُدين لها بالفضل لأنها تنقذنى من مأزق الكتابة و تقتنصنى فى تلك المرحلة ما بين التفكير و الكلام الجوانى و مرحلة الكتابة
, المرحلة التى أفشل أن أعُبر فيها بالكلام و أفشل أن أُترجم كُل ما بداخلى إلى كلام مكتوب
هى كانت تشعر بى وقتها و تجعلنى أتكلم بكل أريحية و أُريح نفسى من عبء الكتابة
أنا و أنت إحترفنا تلك اللعبة منذ فترة طويلة , أن نصمُت و نكتب
نعلم إننا لو تكلمنا فأغلب ما سنقوله سيتبخر بداخلنا , لا بأس بالكتابة حتى نتوصل لحل أخر أو حتى نستعيد أنفسنا
ربما تكون أنت قد أمتلكت زمام أمورك ,أو ربما لم تفقده من الأصل
أنت تذكر تلك الليلة , وضعت أمام كُلٍ منا ورقة و قلم و قلت لك أكتب ما تفتقده , إندمجت أنا وقتها فى الكتابة بينما بقيت أنت ساكناً تبتسم لى
قلت لى وقتها إننى قد أقضى كل عُمرى فى البحث عما أفتقده ولا أجده , الحياة ستخرج لى لسانها , حذرتنى من أنزلق فى لعبة البحث عما أفتقده , نصحتنى بأن أحرص على ما أمتلكه حتى لا أفقده هو الأخر و أن أملىء حياتى و أعُيد ترتيب أولوياتى
, لا تتعب نفسك فى البحث . وفر جهدك للحياة ثم سألتنى و أنت تضحك ولماذا تبحث عما تفتقده من الأساس لماذا لا تعش حياتك كالأخرين , لا يوجد منا من لا يفتقد شيئاً فى حياته , ولكننا نتجاهل ما نفتقده فى سبيل الحفاظ على ما نمتلكه بين أيدينا
لم أعترض وقتها على كلامك , قُلت لك فقط إننى لا أستطيع أن أكون مثلك فأنت لم تُجرب هذا الشعور بالخرس مثلى , أن يعجز لسانك و تعجز عيناك فى التعبير عما بداخلك , ينفض الناس من حولك واحداً تلو الأخر و عندما ينصرفون تبدأ بالكتابة و عندما تنتهى من الكتابة تبدأ فى المحاورة مع نفسك , تلُمها و تلومك بمنتهى العنُف
أكتُب إليك ذات مرة بإنه ينتابنى الشعور أحياناً إننى قد لا أكون أبحث عن أى شىء من الأساس, أنا فقط أوهم نفسى برحلة البحث لإننى أوهمت نفسى بإننى قد أجد ضالتى فى تلك الرحلة و أختم رسالتى بتلك الجملة التى إعتدنا أن نقولها فى وقت كنا لا نزال فيه نؤمن فيه بصلتنا الروحية : المُتعة فى الرحلة ذاتها
نلتقى من حين لأخر تسألنى و أنت تبتسم عن إذا ما كنت وجدت الشىء اللذى أفتقده , ثم تقول لى أن أخبرك إذا ما وجدته
أجد فى عينيك تلك النظرة و ذلك الفقد , تكتب لى ذات مرة
رسالة تحتوى على جملة واحدة : لقد سئمت من تلك اللعبة
أتصل بك أسالك عن معنى رسالتك تضحك و تقول لى لا شىء , لا يوجد ما يمنع أن يمر الواحد منا بفترات حُزن أو إكتئاب ثم تقول لى عُبارتك التى تصاحبنى حتى يومنا هذا
إحنا ساعات بنحُط فى حياتنا حتة شجن , لون حزين ما بيكسرناش حتى لو حياتنا فيها أحزان أصلاً و ده شىء أكيد , بس حتة الحُزن دى إحنا اللى بنفصلها بمزاجنا و بنختارلها مساحتها و زمانها و مكانها بنفسنا , أهم حاجة إنها تكون تحت سيطرتنا بإستمرار , علشان نقدر ندخلها و نطلع منها بمزاجنا , حتة الحُزن دى بنهرب جواها من حاجات كتير لما الدنيا تأزم علينا بنستخبى جواها
ساعات بيبقى الحزن موضة بجد والله زى ما بقولك كده بيديك كاريزما كده لما يكون حُزن خفيف و باين فى العينين و ساعات بنروحلها لما بنكون عايزين نِحس إن الناس مهتمة بينا و بتسأل علينا
مشكلتك يا صاحبى إنك خلقت اللون الحزاينى فى حياتك و حبست نفسك جواه , مش قادر تطلع منه لحد ما بقى هو لونك , ممكن و أنا أتمنالك لما تطلع منه إن شاءالله حتشوف حاجات إحنا مش شايفنها و تطلعلنا لسانك و تقولنا إنك كسبت , بس ساعتها متحاولش تبص لخسايرك و يكفيك إنك لقيت اللى طول عمرك بتدور عليه
أعود لأكتب إليك مجدداً بعد سنين لأقول لك إننى خسرت أكثر مما كسبت، و لكنى وصلت لتلك المرحلة التى لا تستطيع أن تتوقف فيها و تدرك أنهُ عليك مواصلة الطريق
أن تسير و تسير و تيسر , تشعر برغبة شديدة فى الغناء و الرقص و الجرى والتواصل , ولكن روحك المكسورة تخذلك
تخرج قلمك و كراستك من حقيبتك , تجلس على مقهى تطلب شاي بالنعناع ، تُدخن سيجارتك و تبدأ فى الكتابة والبحث عن الذى تفتقده

الأحد، أبريل 05، 2009

مكان والدى الفاضى

إمبارح كانت أول مرة أحس فيها كده بمكان والدى الفاضى لما عديت من جنب القهوة اللى كان متعود يلعب عليها شطرنج , بصيت على مكانه وأنا عارف إنى مش حلاقيه قاعد , وقريتله الفاتحة فى سرى و مشيت

التسميات:

Free Web Site Counters