الخميس، سبتمبر 20، 2007

زى كل يوم

زى كل يوم الصبح حتقف قدام المراية بعد ما تستحمى حتسرح شعرك بصوابعك و تتفرج على شعيرات دقنك النابتة زى ما بيقولوا كده فى الروايات
حتقف قدام المرايا و إنت حاسس بإنتعاش لذيذ و الدنيا حتبقى ريحتها لطيفة بنفس ريحة الصابون اللى بتستحمى بيه
حتبص فى المراية بثقة و بالأبتسامة الساخرة المتعلقة على طول فى ركن شفايفك
حتقف قدام المرايا و حتقول كل الكلام اللى نفسك فيه
حتقوله
حتقوله إنه عمره ما حيلاقى حد بيفنى نفسه فى الشغل ولا شايل هم الشغل زيك
حيعدل نفسه فى الكرسى ولسة حيرد عليك
حتقوم إنت موقفه قبل ما يتكلم و حتقوله إنك مبتبطلش تفكر فى الشغل ولو لثانية واحدة و إنك بتقلق بليل تقوم تبص فى اللوحات حتقوله بكل بساطة إنك الفلوس عمرها ما كانت أهم حاجة بالنسبالك فى حكاية الشغل دى
و حتقوله إن ده مش كلام أفلام و إن أهم حاجة بالنسبالك هى الراحة النفسية بدليل إنك كذا مرة صرفت من جيبك على الشغل علشان العملية تمشى قبل ما يقاطعك حتقوله عارف إنها ملاليم يا عم بس مفيش حد بيصرف مليم من جيبه علشان الشغل و إياكش تولع حتقوله إنه أهم حاجة بالنسبالك إنك ترجع من الشغل و تحس إنك راضى تماماً عن نفسك و عملت اللى كنت عايز تعمله
حتقوله إنك إنسان صعب جداً إنه برضى عن نفسه و دى أكبر مشاكلك فى الحياة و إن اليوم اللى بترجع فيه من الشغل راضى عن نفسك بيبقى يوم جميل و حتضحك و حتقوله إن الأيام النادرة اللى بترجع فيها مبسوط بتشغل التلفزيون على أكتر أغنية هلس و تديها لرقص لحد متنام
الكلام حيبقى طبيعى و حقيقى جداً لدرجة إنك حتحس بصورتك بتسقفلك فى المرايا و الراجل مش حيلاقى حاجة حيقولها حيتلكلك كده فى الكلام و يبتدى يقولك أى كلام من نوعية أنا عارف والله يا هندسة بس زى مانتا شايف الشغل مليان مشاكل الأيام دية و أنا مقدر والله إنك بتتعب
عموماً إنت مش حتستنى إنك تسمع كلامه إنت حتكون قولت كل اللى فى نفسك و مش حيكون همك حاجة تانية
حتطلع من مكتبه و حتقوله و إنت على الباب إنك حتاخد باقى اليوم أجازة لأنك ملكش نفس تشتغل النهاردة
مش حتستنى رد منه مش لثقة إنه مش حيقدر يعترض أد ما إنك بتوريله إنك حتاخد اليوم أجازة غصباً عنه و إنك بتبلغه بس حفاظاً على ماء وجهه
زى كل يوم حتقف قدام المراية بعد ما تستحمى حتجيب فرشة شعرك من على الكرسى اللى جنب السرير , حتسرح شعرك و تحلق دقنك و تحُط برفان و تلبس قميص و بنطلون مكويين و تتأكد من إن جزمتك متلمعة حتقف قدام المراية
و تقولها
عارفة إنتى يمكن مش أكتر واحدة أكون حبيتك فى حياتى بس إنتى أكتر واحدة إستريحتلها , أكتر واحدة حسيت إنها بتشدنى إنى أرتبط بيها و أتجوزها و أخلف منها , و أنزل أتمشى معاها فى الشوارع ولا شايل هم شىء
عارفة من يومين بعد ما أخدت دش و بفعل البخار المتكونة على الأزاز البارد لقيت نفسى بكتب إسمك على الإزاز
أنا إندهشت إنى بكتب إسمك بالرغم من إنك ساعتها ماكونتيش على بالى خالص
بس زى ما تقولى كده كنت بفكر فيكى بعقلى الباطن
أنا حقولك الكلام ده و خلاص مش حستنى رد و مش حكون عايز أحرجك و أحرج نفسى فى إنتظار كلمات مؤلمة زى إنت شخص عزيز جداً على قلبى أو إنت صديق جميل أو أخ حقيقى أو أى جملة من اللى بتتقال فى المواقف زى دى اللى بيكون معناها إننا مش حيكون ما بينا أطفال و لا سقف مشترك ولا سهرة لطيفة قدام التلفزيون
زى كل يوم حتقف قدام المرايا و حتكلم ناس يامة أوى أوى
أمك و أخواتك و أصحابك و المكوجى و البنت بتاعت الكافيتريا و سواقين التاكسيات و السكرتيرة الرخمة و بواب العمارة و صاحب الشقة و كل الناس اللى مروا عليك
كل الكلام اللى كان واقف فى زورك لأسباب نفسك تعرفها حيخرج فى منتهى الأنسيابية
حتندهش من اللباقة اللى نزلت عليك و إزاى بتقدر تقول كل الكلام اللى إنت عايزه و حتبدأ تقتنع بنفسك إنك ممكن فعلاً تبقى كاتب سيناريو كويس
وزى كل يوم بليل حترجع بيتك وكلام كتير أوى محشور جواك حتقف قدام المرايا و حتفتكر الجملة اللى ياما سمعتها إنت بتكتب أحسن ما بتتكلم
حتبص للمرايا فى زعل حقيقى و حتبقى عارف إن الجملة دى حقيقية فعلاً و مؤلمة جداً جداً
و زى كل يوم حتبص للمرايا بقرف شديد و حيجيلك الخاطر بتاع كل يوم إنك تكسرها
و زى كل يوم حتسيبها فى حالها لأنك عارف إن المرايات كتير

التسميات:

Free Web Site Counters