الأحد، مارس 11، 2007

رصاصى


بحس على طول إن اللون الرصاصى ده لون مالوش أى طعم , مع إنى بحبه والله و عندى جاكيت رصاصى شكله ظريف فعلاً
بس مبحسش إنه ليه أى تأثير فى المكان اللى بيتواجد فيه
بيرتبط معايا على طول اللون الرصاصى بالنسكافيه , علشان أتأكد من كده عملت كوباية نسكافيه و إكتشفت إن لونه بيميل للبنى أكتر . كبرت دماغى و شربت النسكافيه على أنه لونه رصاصى , كده طعمه أحلى صدقنى
بيرتبط النسكافيه معايا بأشرف ساعى المكتب اللى كنت بشتغل فيه , و أحسن واحد شفته بيعمل نسكافيه الصراحة
أنا سبت المكتب بقالى كذا شهر و الغريب إنى كل ماباجى أعمل نسكافيه بييجى فى بالى أشرف على طول بقى فيه إرتباط شرطى بين الأتنين بقيت مستغرب إن أشرف بالرغم من إنه كان راجل جدع و طيب جداً جداً لكن أكتر حاجة بتفكرنى بيه النسكافيه
الفكرة غريبة جداً و مع كده حقيقة إنك تختزل شخص بكل ذكرياتك معاه وكل المواقف اللى بينكم فى شىء معين , حتى ولو كان نسكافيه بس بتكون حاجة مبتقدرش تنساها
لينا واحد صاحب صاحبنا مرة راح صيف معانا فى شقة صاحبنا و صاحبه ده بالرغم من إنه قعد معانا تلات أو أربع أيام بس لكننا على طول بنفتكره بالشاى بتاعه , كان بيعمل شاى خرافة لك أنك تتخيل إنك تشرب شاى من ييجى تلات سنين ولسة فاكره , لدرجة إننا مكناش بننزل من الشقة و كنا مقضينها حملجة على عباس
والنبى يا عبس بعد ما نخلص الشاى ده تلحقنا بدور تانى علشان نلحق نشرب دور تالت
عباس بالرغم من إنه شكله كان غير عاطفى بالمرة و كان ضخم الجثة لكنه كان طيب و خجول جداً , وكان بيتكسف يقول لحد مننا لأ ودى كانت غلطة عمره فى التعامل مع حلاليف زينا
فاكر والله من حوالى سنة كان واحد صاحبى بيكلمنى و بيقولى : فاكر عبس
قولتله : اه طبعاً عبس اللى كان بيعمل شاى فشيخ
قالى أيوة هوا الله ينور عليك عبس , عبس إشتغل فى شركة بترول يا عم ,وبعد كده لقيته بيضحك و بيقولى يخرب بيتك إنت لسة فاكر الشاى بتاعه هو كان بيعمل شاى إبن حرام فعلاً
أنا : اه الصراحة يا بخت مراته بيه
إختزال الشخص فى حاجة معينة زى الشاى أو النسكافيه بيحول الحاجة دى لزى مصباح علاء الدين كل ماتفرك فيها تكتشف إنك فاكر حاجات يامة أوى عن الشخص ده , أفتكر صعب أوى إن حد يختزل شخص مابيحبوش , مش حتبقى عايز تفتكره أصلاً
أنا كل مافتكر شاى عباس , أفتكر لما إتلمينا على صاحبنا صاحب الشقة و ضربناه وواحد من اللى معانا كانت طالبة معاه إنه يقلعه بنطلونه لولا إن الولد صاحب الشقة كان إبتدى يزعل بجد و كان حياخدها بقمصة
صاحبنا صاحب الشقة ده أنا بقالى ييجى سنتين مشوفتوش بسمع أخباره من بعيد ل بعيد و مع ذلك على طول بفتكره برقصة مسخرة كان هو اللى مألفها و كان على طول من وقت للتانى يقعد يرقصها مع نفسه
بقعد أبص للناس اللى حواليا و أكتشف إن أغلب الناس اللى بحبهم بتبقى ليهم علامات و لما بيكونوا بعيد عنى و ييجى فى بالى علامة من علامات أى حد فيهم بفتكرهم بيها و أحس إنهم واحشنى فعلاً حتى لو كنت لسة شايفهم
عندك عمرو اللى بيقفل على صباعه فى الدومينو , حمادة اللى كل مابقف أدام الرملى بتاع الكتب أو أشوف الهلال و هى مقفولة أفتكره على طول
هشام كل مابسمع عن حد بينام كتير و ناس يامة أوى يعنى كلهم ليهم علامات
المشكلة أنا لما قعدت و أحاول أفتكر أنا الناس ممكن تفتكرنى بأيه لو خرجت من دنيتهم إكتشفت إنى مبسبش أى علامة مميزة , إكتشفت إنى مجرد شخص عابر فى حياة أغلب الناس اللى عرفتهم , مقدرتش أخد مكان حقيقى فى حياتهم و ذكرياتهم , بواجه على طول مشكلة إنى ببقى فاكر ناس يامة كانوا مثلاً معايا فى ثانوى و ببقى فاكرهم بس هما مبيقبوش فاكرنى أوى
أو يمكن زى ما أقنعت نفسى فى مرة أنا بحب أحفظ الناس , ممكن أكون معدى و شوفت واحد على الناحية التانية و أبقى فاكر فعلاً إنى شوفته قبل كده و أقعد أفتكر و أفتكر و ساعات بلاقى إن الشخص ده كان مثلاً واحد صاحب صاحبى و إنه جاه مرة وقف معانا

التسميات:

الجمعة، مارس 09، 2007

لا تخف من ولوج الحُجُراتِ


المتبعثرين من أمثالى الحاملين لمسببات القولون العصبى من تردد و حيرة و قلق و الأسباب الأخرى التى تعرفها جيداً إذا كنت واحداً من تنظيم حاملى القولون العصبى يقضون فترات كبيرة من حياتهم فى الألتفاف حول نفسهم و فتح العديد من الأبواب دون أن يمتلكوا الشجاعة الكافية لولوج الحُجُراتِ المحتمية وراء تلك الأبواب التى قمنا بفتحها كما قلنا من قبل و ربما تكون واحداً مثلى يهوى فتح البعض و مواربة البعض الأخر مسبباً لنفسه مزيد من الحيرة و القلق من الاشىء
المشكلة التى تواجهنى و تواجهك كشخص حائر قلق يمتلك معدة عصبية تسبب له المزيد من التوتر إننا نهوى فتح الأبواب بدون أن نكلف أنفسنا خاطر غلقها و إعادتها لحالتها الأصلية من لوح معدنى أصم مُزجج بالترابيس و الأقفال و أنا أقول لوح معدنى ولا خشبى كنايةً عن الجهد الذى يبذله أمثالنا من الحائرين و المتوترين أعضاء جماعة المعدة العصبية فى سبيل فتح هذا الباب و إرتكاب خطيئة التلصص على ما يقبع خلف هذا الباب بدون إمتلاك جرأة الدخول و التأمل و الوصول إلى حل نهائى
كواحدُ من الحائرين المترددين و القلقين و عضو نشط فى الجماعتين المتوازيتين القولون الصعبى و البطن العصبية , أجد أن الحل بالنسبة لأمثالنا هو إختيار أحدى الحُجُراتِ وولوجها بقوة و عنف , ولاحظ إستخدامى لكلمة ولوج وماتحمله من إيحاءات جنسية ولكن يسعدنى و قد يؤسفك أو قد يسعدك هذه ليست نقطة الحوار أن أؤكد لك إن كلمة ولوج مقصودة تماماً بكل ما تحمله من إيحاءات جنسية و بكل ما تحمله من سعادة لظافر منتصر مثلى يلج حجرة عذراء كان يجد نفسه خجولاً مكسوراً دائماً على أبوابها
يبدو لك كشخص عادى يؤمن بالأختيارات المحددة ولا يمتلك لحسن حظه أى هامش للحيرة و التردد و غيرها من مسببات ترشحه بقوة لللأنضمام لواحد من التنظيمين الذين قد ذكرناهما مسبقاً أن إختيار غرفة واحدة و وولوجها هو أمر يسير و لا يحتاج لكل تلك الحيرة و التردد و تسلل سنين العمر من بين يديك , ولكن ولعمرى فأنت لا تعلم كم يكلفك هذا القرار من أعصاب و عمر يمر من أمامك مستمتعاً بمراقبته أياك تقف على باب الحجرة متهيباً الولوج
تنحصر فكرة دخولك للحجرة فى أن تزيح عن رأسك كل ما يدور الحُجُراتِ الأخرى , تقوم بمحو كل شرائط الصوت و الصورة للحُجرات
التى إعتدت التلصص عليها , أصدقك القول الأمر لن يكون سهلاً سيكلفك المزيد من وجع القولون العصبى و المزيد من تشنجات البطن العصبية بدون وجود مسبباتهما فى ذلك الوقت كما لاحظت , عموماً إنتصارك فى هذا الوقت و قدرتك على محو تلك الشرائط لن يستطيع أن ينسيك إنك تمتلك نسخة أخرى منها قابعة فى مكان أمين كمصدر لتهييج الضمير و تكيدر النفس و تذكيرها بالملذات التى فاتتها فى الحجرات الأخرى
أنا أُحدثك بمنتهى الصدقة فالحائرين والمترديين من أمثالى و أمثالك يمتلكوا بكل أسف رذيلة البكاء على اللبن المسكوب و تبكيت النفس , و كما تعلم يا عزيزى فإن الأعتراف بالمرض هو أول خطوة للعلاج منه و أنا قد إعترفت لنفسى بكل أمراضى منذ فترة بسيطة و إعتبرت هذا كبداية جديدة
فقط كل ماهو مطلوب منك أن تقتنع إنك إنك قد إخترت الحُجُرة الصحيحة . أو يمكنك أن توهم نفسك بإنك إخترت الحُجُرة الصحيحة , صدقنى الأمر بالنسبة لشخص متردد حائر سيكون سيان فى هذه اللحظة , فقط أنت ستكون مقتنع بإن هذه الحجرة و غيرها من الحجرات يتصلوا معاً فى نقطة محددة تفضى بك إلى بر الأمان
ستبدو لك بر الأمان كلمة ساذجة و مبهمة و ربما تدفعك إلى السخرية منها بعنف و إبتكار كلمات على شاكلتها ك شط الحنان , أنا لا أمتلك حقيقة كلمات أخرى تؤدى نفس المعنى حالياً فقط كل ما أريد أن أوصله لك أن نهاية الأمر إن شاء الله طبعاً ستكون جيدة و أفضل مما تتوقع
و ربما يجب لى أن أحذرك و أحذر نفسى من قبلك أن مجرد دخولك للحجرة يجعل عملية الرجوع مؤلمة جداً و موجعة, حيث إنه سيجعلك تعود إلى نقطة البدء مُحملاً بتردد و قلق زائدين بالأضافة إلى ألم الفشل و العياذُ بالله

Free Web Site Counters