رصاصى
بحس على طول إن اللون الرصاصى ده لون مالوش أى طعم , مع إنى بحبه والله و عندى جاكيت رصاصى شكله ظريف فعلاً
بس مبحسش إنه ليه أى تأثير فى المكان اللى بيتواجد فيه
بيرتبط معايا على طول اللون الرصاصى بالنسكافيه , علشان أتأكد من كده عملت كوباية نسكافيه و إكتشفت إن لونه بيميل للبنى أكتر . كبرت دماغى و شربت النسكافيه على أنه لونه رصاصى , كده طعمه أحلى صدقنى
بيرتبط النسكافيه معايا بأشرف ساعى المكتب اللى كنت بشتغل فيه , و أحسن واحد شفته بيعمل نسكافيه الصراحة
أنا سبت المكتب بقالى كذا شهر و الغريب إنى كل ماباجى أعمل نسكافيه بييجى فى بالى أشرف على طول بقى فيه إرتباط شرطى بين الأتنين بقيت مستغرب إن أشرف بالرغم من إنه كان راجل جدع و طيب جداً جداً لكن أكتر حاجة بتفكرنى بيه النسكافيه
الفكرة غريبة جداً و مع كده حقيقة إنك تختزل شخص بكل ذكرياتك معاه وكل المواقف اللى بينكم فى شىء معين , حتى ولو كان نسكافيه بس بتكون حاجة مبتقدرش تنساها
لينا واحد صاحب صاحبنا مرة راح صيف معانا فى شقة صاحبنا و صاحبه ده بالرغم من إنه قعد معانا تلات أو أربع أيام بس لكننا على طول بنفتكره بالشاى بتاعه , كان بيعمل شاى خرافة لك أنك تتخيل إنك تشرب شاى من ييجى تلات سنين ولسة فاكره , لدرجة إننا مكناش بننزل من الشقة و كنا مقضينها حملجة على عباس
والنبى يا عبس بعد ما نخلص الشاى ده تلحقنا بدور تانى علشان نلحق نشرب دور تالت
عباس بالرغم من إنه شكله كان غير عاطفى بالمرة و كان ضخم الجثة لكنه كان طيب و خجول جداً , وكان بيتكسف يقول لحد مننا لأ ودى كانت غلطة عمره فى التعامل مع حلاليف زينا
فاكر والله من حوالى سنة كان واحد صاحبى بيكلمنى و بيقولى : فاكر عبس
قولتله : اه طبعاً عبس اللى كان بيعمل شاى فشيخ
قالى أيوة هوا الله ينور عليك عبس , عبس إشتغل فى شركة بترول يا عم ,وبعد كده لقيته بيضحك و بيقولى يخرب بيتك إنت لسة فاكر الشاى بتاعه هو كان بيعمل شاى إبن حرام فعلاً
أنا : اه الصراحة يا بخت مراته بيه
إختزال الشخص فى حاجة معينة زى الشاى أو النسكافيه بيحول الحاجة دى لزى مصباح علاء الدين كل ماتفرك فيها تكتشف إنك فاكر حاجات يامة أوى عن الشخص ده , أفتكر صعب أوى إن حد يختزل شخص مابيحبوش , مش حتبقى عايز تفتكره أصلاً
أنا كل مافتكر شاى عباس , أفتكر لما إتلمينا على صاحبنا صاحب الشقة و ضربناه وواحد من اللى معانا كانت طالبة معاه إنه يقلعه بنطلونه لولا إن الولد صاحب الشقة كان إبتدى يزعل بجد و كان حياخدها بقمصة
صاحبنا صاحب الشقة ده أنا بقالى ييجى سنتين مشوفتوش بسمع أخباره من بعيد ل بعيد و مع ذلك على طول بفتكره برقصة مسخرة كان هو اللى مألفها و كان على طول من وقت للتانى يقعد يرقصها مع نفسه
بقعد أبص للناس اللى حواليا و أكتشف إن أغلب الناس اللى بحبهم بتبقى ليهم علامات و لما بيكونوا بعيد عنى و ييجى فى بالى علامة من علامات أى حد فيهم بفتكرهم بيها و أحس إنهم واحشنى فعلاً حتى لو كنت لسة شايفهم
عندك عمرو اللى بيقفل على صباعه فى الدومينو , حمادة اللى كل مابقف أدام الرملى بتاع الكتب أو أشوف الهلال و هى مقفولة أفتكره على طول
هشام كل مابسمع عن حد بينام كتير و ناس يامة أوى يعنى كلهم ليهم علامات
المشكلة أنا لما قعدت و أحاول أفتكر أنا الناس ممكن تفتكرنى بأيه لو خرجت من دنيتهم إكتشفت إنى مبسبش أى علامة مميزة , إكتشفت إنى مجرد شخص عابر فى حياة أغلب الناس اللى عرفتهم , مقدرتش أخد مكان حقيقى فى حياتهم و ذكرياتهم , بواجه على طول مشكلة إنى ببقى فاكر ناس يامة كانوا مثلاً معايا فى ثانوى و ببقى فاكرهم بس هما مبيقبوش فاكرنى أوى
أو يمكن زى ما أقنعت نفسى فى مرة أنا بحب أحفظ الناس , ممكن أكون معدى و شوفت واحد على الناحية التانية و أبقى فاكر فعلاً إنى شوفته قبل كده و أقعد أفتكر و أفتكر و ساعات بلاقى إن الشخص ده كان مثلاً واحد صاحب صاحبى و إنه جاه مرة وقف معانا
التسميات: علبة ألوان