الساعة : السادسة و ثلث
محمود نائم فى سريره , يرن موبايل محمود , محمود ينظر لشاشة الموبايل , تبدو على عينيه نظرة دهشة
يرد على المكالمة
رضوى : أنا أسفة جداً والله يا محمود إنى صحيتك الصبح بدرى كده
محمود بصوت نصف نائم : خير يا رضوى
رضوى : لأ أصلك أنا كنت مسافرة القاهرة إسبوعين كده تبع الشغل و قولت أسلم عليك قبل ما أمشى
محمود : طيب يا ستى , تروحى و ترجعى بالسلامة إنشاء الله
رضوى : محمود ممكن تركز معايا فى الكلمتين الجايين دول علشان أنا حقولهم على بعض وما تقاطعنيش من فضلك, إحنا لما سبنا بعض يا محمود
محمود : قصدك إنتى لما سيبتنى
رضوى : أنا فعلاً الللى سبتك يا محمود بس أنا قعدت أفكر كتير أوى قبل ماأعمل كده كنت عارفة إن العلاقة بينا ماينفعش تكمل و تستمر . كانت حتبقى الخساير كتيرة أوى , و و و ماتيجى تسلم عليا قبل ماركب القطر
محمود : أيه
رضوى : خلاص خلاص حقك , أنا من إمبارح طالعة فى دماغى فكرة إنى أكلمك أقولك تيجى تسلم عليا , بس عمالة أقول لنفسى أكيد حيرفض بس جيت فى الأخر قولت أقولك و أريح نفسى هاه حتيجى
محمود : لأ طبعاً
رضوى : إحم صباح الإحراج طيب روح كمل نومك يا بشمهندس و أسفين عالأحراج
الساعة : السادسة والنصف
موبايل محمود يرن , محمود ينظر للشاشة , يرى نمرة رضوى تظهر على وجهه علامات الملل , يرد عليها
محمود : أيوة يا رضوى
رضوى : بُص يا محمود فاضل ربع ساعة على ميعاد القطر , إنت ليه ماتجيش طاير
محمود فى دهشة : طاير
رضوى : إنت مش بتحب الفانتازيا , شغل خيالك كده و تعالى طاير
محمود : والله يا رضوى كان بودى بس الجناحين مسلفهم لواحد صاحبى ولسة ماجبهمش
رضوى (تضحك) : أناأصلك من مدة كده دخلت على الصفحة اللى إنت بكتب فيها على النت دى ولقيتك كاتب موضوع إسمه شيكولاتة , إنت كنت تقصدنى بيه صح؟؟
محمود : إشمعنى يعنى
رضوى : أنا فاكرة أصلك حاجة زى كده لما مرة كنت بتكلمنى مرة و أنا فى القاهرة وكنت باكل شيكولاتة وقولتلى إنك عايز تيجى تاكلها معايا
محمود : أيه الذاكرة و الإحراج ده يخرب بيتك , مكدبش عليكى ساعتها فعلاً كان نفسى فى كده , كان بودى إنى أنزل أركب أول حاجة و أجيلك , يعنى يمكن الواحد كان موده عاطفى شوية فى ساعتها , بس للأسف الفكرة الجميلة إنتهت على الورق مش عالطبيعة
رضوى : تفتكر لو كنت جيت و أكلت معايا الشيكولاتة كنا حنسيب بعض
محمود : أيه العلاقة
رضوى : يعنى فكرة إنك تعمل حركة رومانسية زى كده بيخلى من الصعب جداً عليا إنى أسيبك , شوف إحنا نعرف من بعض يا محمود , بس عمرى ما قدرت أحس بمشاعرك الحقيقة تجاهى , حبيبة صديقة أخت تسلية , يمكن حركة زى دى كانت تقربك منى أوى , كُنت محتاجة لأى دلالة لحبك ليا
محمود : تفتكرى بأمانة إنتى كنتى بالنسبالى أيه
صمت
محمود : ألو إنتى معايا رضوى : مشكلتك يا محمود إن مشاعرك ماكنتش باينة , كنت بتبقى معايا ومش عارفة إنت معايا ولا مع نفسك ولا مع مين بالظبط , أوقات كنت بتقعد ما بتتكلمش تطلع الموبايل و تقعد تلعب فيه و تقولى إتكلمى يا رضوى أنا سامعك , على طول لابس ماسك كأبة , الأوقات اللى كنت بشوف فيها محمود اللى أنا بحبه كانت أوقات قليلة بس هى دى اللى كانت بتخلينى أتمسك بيك
صمت
رضوى : محمود
محمود : أيوة يا رضوى
رضوى : أنا أسفة
محمود : لأ أسفة على أيه , أنا اللى أسف
السابعة إلا ربع
رضوى تبدأ الكلام : مقفلتش موبايلك يعنى
محمود : أقفله ليه
رضوى : يعنى أنا كنت بايخة و سخيفة جداً معاك
محمود : بس كنتى صريحة
رضوى : ِتفتكر
محمود : أكيد ماكونتيش صريحة مية ف المية يعنى , إستحالة إنك تلاقى شخص صريح مية ف المية , هو فى كلامه بيديكى زى ما تقولى كده ماستر كيز , بيقولك كام حاجة بيقدر يقنعك و يقنع نفسه إنه صريح معاكى و مع نفسه
رضوى : طيب تقدر تقولى انا أيه الكلام اللى داريته عليك ومقولتهوش
محمود : الصراحة ماهتمتش إنى أعرفه
رضوى : يا كداب
محمود : متشكر جداً يا ستى
رضوى : مش قصدى والله يا محمود
محمود : أنا عمرى ماقدرت أحدد مشاعرى بالنسبالك يا رضوى , على طول عندى أزمة ثقة فى كل حاجة , حتى فى مشاعرى أنا مش عارف إذا كنت بحبك ولا لأ , مش عارف إنتى بتحبينى ولا لأ , شخص مميز بالنسبة ليكى ولا واحد بتستريحيله وخلاص , لما الراجل فينا بيحب يا رضوى بيبقى نفسه يلاقى فى اللى بيحبها أمه و أخته و حبيبته و قرايبه و أصحابه و حتى عشيقته , انا لو حدور على واحدة الأقى فيها كل ده يبقى بضحك على نفسى , انا بلاقى معاكى حاجة محستهاش مع حد غيرك بحس كده بأمان نفسى , بإنى مهما إن كنت متضايق أو زعلان بحس إنك أكتر شخص ممكن يسمعنى و يفهمنى , ممكن يكون إحساسى غلط بس أنا مقتنع جداً بيه
صمت
محمود : أيه روحتى فين
رضوى : لأ أبداً كنت بسمعك بس
محمود : طيب شوفى طريقك بقى
رضوى : محمود ممكن أطلب منك طلب رذل جداً
محمود : ها قولى يا ستى
رضوى : أنا عايزاك تيجى , بصُ خد تاكسى على حسابى يا عم و تعالى , تعالى و بس مين قالك مش ممكن القطر يتأخر تعالى بقى والنبى , كده كده مش حتخسر حاجة والله
محمود : خلاص يا رضوى مفيش مشكلة
رضوى : عارف يا محمود حتى لو جيت وملحقتش القطر , الفكرة نفسها عظيمة جداً , مش حقدر أوصفلك حالتى المعنوية حتبقى عاملة إزاى و إنت بتكلمنى من على رصيف المحطة و بتقولى إنك ملحقتش القطر , وغلاوتى عندك سيبنى أوصفلك الموقف , مش إنت بس يعنى اللى بتحب السينما
إنت حتوصل المحطة , حتسأل على قطر سبعة بتاع القاهرة , حيقولوك إنه طلع من ربع ساعة كده , أكيد حتتضايق فكرة إنك تحاول تشوف حد قبل ما يسافر ومتلحقوش فكرة سخيفة جداً , خصوصا يعنى لو كان إحم حد عزيز عليك كده , بس يا سيدى حتقوم مطلع الموبايل السونى أريكسون بتاعك , شفت أنا لسة فاكراه إزاى حاسب يا هندسة , لسة بيسقط شبكة ولا صلحته , بس يا سيدى حتقوم طالب نمرة رضوى من عندك , زووم على وشك و إنت بتقولى إنك أسف جداً علشان ملحقتش القطر ,
ساعتها مش عارفة حقولك أيه , أكيد كلام أهبل , معلش يا محمود ولا يهمك شكراً على المحاولة , أهو أنا حبقى عاملة زيك شايلة كلام جوايا بس صعب أوى إنى أوصلهولك