بوس الياسمين
1
وأنا فى إبتدائى أمى وهى بتحطلى السندوتشات فى جيب الشنطة اللى من قدام , وبتحطلى مصروفى فى جيب القميص كانت بتوصينى دايماً أبوس الياسمين منين مشوفه
2
أمى بعد ما طلعت على المعاش وبحكم إنها كانت متعودة تنزل كل يوم كانت متعودة تنزل تشترى حاجات للبيت
يعنى زى مابيقولوا بتمشى رجلها ,أول صيف بعد خروجها على المعاش جت وقالتلى تعالى ننزل نتمشى شوية عالبحر
أنا على طول كنت بحب أتكلم مع أمى فى كل المواضيع بس فكرة إنى أنزل و أتمشى معاها على البحر كنت مستغربها معرفش ليه, كانت كل يوم تلح عليا و أنا أقولها عندى مشوار , مليش مزاج والله مصدع شوية , البحر زحمة أوى دانا مبعرفش أتمشى عليه لوحدى
3
مفتكرش إنى كنت ببوس الياسمين كتير و أنا فى إبتدائى , يعنى كنت بستغرب جداً الفكرة , غالباً كنت ببوسه علشان عارف إنى لو مبوستوش أمى حتزعل منى , إنها تعرف إزاى بقى إنى مبوستوش غالباً كده بعقلية الطفل مكونتش بفكر فى الحكاية دى , أو يمكن كنت مقتنع ساعتها إن العصفورة اللى بتقولها إنى ماكلتش سندوتشاتى حتكمل جميلها وتقولها إنى مبوستش الياسمين
4
بعد خروجى من قصة حب فاشلة قررت بعدها إنى خلاص فينيتو و إنى حاشيل أيدى من حكاية الحب دى, إتعرفت على بنت كانت أصغر منى بسنة كدة أو سنتين , بأمانة أكتر حاجة جذبتنى ليها إنها كانت بتخلينى أتكلم , كانت عندها قدرة على إنها تخلينى أتكلم من غير ما أحس إنى بفضفض أو بضايق حد أو بتقل عليه بمشاكلى, مكونتش بعتبرها حبيبة أو أخت أو صديقة يعنى كانت حاجة جميلة كده موجودة فى حياتى, كنت مقتنع إنى مش بحب أتكلم معاها مش علشان هى بنت جميلة أو إنها دماغها كويسة , هى كانت بتوفرلى حاجة أهم من ده كله
الإحتواء........
5
لما الدنيا بتكركب فوق دماغى و تطبل جامد بقول خلاص تولع بجاز وسخ , ببدأ ألعبها بطريقتى و أمنطق أى حاجة حتى ولو ماكانش ليها معنى , بحُط دلالة لأى حاجة أى إن كانت , تتعرف بالصدفة على بنت تعجبك جداً , فتسألها بمنتهى الثقة
6
إنتى إسمك ياسمين صح
لأ إسمى سمر إشمعنى ياسمين يعنى
مممممم يعنى مممم ممكن علشان إنتى رقيقة زى الياسمين
يا عم ربنا يخليك إنت اللى رقيق والله
أنا مش رقيق يا أنسة , أنا أخدت حريتى من زمان نياه نياه نياه
7
فى مرة كنت ماشى فى شارع محمد نجيب بليل رايح القهوة فجأة طلعت فى دماغى إنى أمسك ورقة و أبتدى أكتب فيها أسماء كل الناس اللى فعلاً بحبهم جداً جداً
الفكرة فضلت مسيطرة عليا بشكل غير طبيعى لحد ماروحت القهوة و قعدت و إبتدينا نتكلم و نلعب ووو
روحت البيت مسكت ورقة و قلم علشان أكتب لقيت نفسى مش حابب العملية و مكسل
اللى وجعنى أكتر حاجة إنى إستخسفت العملية مع إنى من قبليها بكام ساعة كان هاين عليا أركن على أى عربية و أكتب اللى فى دماغى
8
فى يوم فى نفس هذا الصيف روحت بيتنا متأخر لقيت أمى سهرانة على غير العادة , كانت جايبة لب وسودانى بقشره من اللى هى بتحبه وقاعدة فى البلكون , كنت حاسس إنها مبسوطة , مسألتش قولت أكيد هى حتتكلم , أخدت شوية لب و قعدت على الكرسى اللى فى وشها و إبتدت تتكلم
قالتلى إنها لقت نفسها زهقانة فقررت إنها تنزل تتمشى شوية على كورنيش البحر ....قعدت تتمشى لحد ما تعبت من المشى فقعدت تريح شوية على سور كورنيش البحر , كانت قاعدة جنب عيلة وشوية شوية شبكت فى الكلام مع ست من العيلة دية , وقعدت تحكيلى إن الست عندها إبن أصغر منى بسنتين كده و إنه راح جابلهم كلهم بمافيهم والدتى دُرة وحاجة ساقعة
أمى كانت قاعدة مبسوطة جداً يوميها , و أنا كنت حاسس إنى عايز أعيط , عايز أحضنها مكنتش لاقى كلام أقوله كعادتى فى المواقف دى . بتنح وبس
9
أول دخولى لعالم السينما و القراية والذى منه كنت مقتنع جداً إن الحاجات دى , أو بمعنى أكثر إحتراماً أى عمل إبداعى لازم أخرج منه بفكرة بهدف بقيمة , بمرور الوقت الإقتناع ده إنتهى تماماً … إقتنعت إن وظيفة أى عمل إبداعى إنى أطلع منه مبسوط وبس من غير محس إنه ضربنى على قفايا أو حاول يحطلى المعنى بالعافية فى بقى
يعنى قول بيدينى ساعتين ممكن يوصلوا لخمسة لو كانت رواية ظريفة وخلاص شكراً , بخرج منهم وأنا بقول للواقع أنا مبسوط أهوه غصبن عن عين أهلك يا واقع يا إبن الكلب .
10
سمر كانت بتحب الرسم جداً معلومة يمكن إكتشفتها بعد حوالى تلات أشهر من معرفتى بيها , ودى كانت حاجة إستغربتلها جداً , مش إنها بتحب الرسم لأ لأنى عرفت الحكاية دى متأخر أوى
يعنى إكتشفت إنى كنت أنانى أكتر من الازم بفضفض و بس من غير ماديلها فرصة إنها تتكلم أو أى حاجة يمكن كانت علشان على طول بتضحك كنت فاكر إنها واحدة معندهاش مشاكل ولا أى حاجة
إبتديت أمررلها الخيط و أحاول واحدة واحدة أشوف أيه اللى جواها , إبتديت تحكيلى إنها عملت معرض قبل كدة و إنها قدرت تجيب منحة فى أمريكا بس أبوها كان رافض فكرة إن بنته الوحيدة تسافر أمريكا لوحدها
فى الفترة دى عرفتنى على أهلها يمكن منظرى بشعرى الكبير و دقنى الكبيرة برضوه و مع مظاهر التخلف البادية على وجه العبدلله إقتنعوا إن أكيد الشخص ده واحد رسام زميل بنتهم و إنه غالباً مش حيقدر يأذى إبنهم و إنه شكله ميقدرش يأذى نملة أصلاً , فاكر والدتها وهى بتقولى والنبى خلى بالك على سمر يا محمود إنت عارف إنها غلبانة و طيبة
11
كل ما أحس بالدنيا بتضيق جامد عليا أفتكر الياسمين , أفتكر ريحته , أخش عالنت و أدور على أى صور ليه
أروح عند الأماكن اللى كنت بشوفه فيها زمان قبل ماتطلع مكانها عمارات , أقول يمكن يمكن تكون فيه لسة ياسمينة باقية عالوعد ومستنيانى
12
الحكاية دى فضلت مأثرة معايا لفترة طويلة مجربتش فيها إنى أقولها تعالى نتمشى أو كده وهى من ناحيتها بطلت تسألنى وبمرور الوقت تحولت إلى ست بيتوتية جداً جداً , حتى طلبات البيت بتجيبها بالتليفون
مع بداية إنى أمسك خيوط نفسى , ومحاولاتى لعلاج الشروخ اللى فى حياتى ...إبتديت أعرض على أمى بإلحاح إننا نتمشى , نروح نقعد على أى كافيتريا على البحر , نروح الفيلم الجديد بتاع هنيدى ..يا ماما ده بيقولوا عليه ظريف جداً وكوميدى , يا ستى والله حييجى فى التلفزيون بعد مية سنة
13
أول مرة الأحظ من فترة قريبة إننا زرعنا أغلب أنواع النباتات المنزلية والغير منزلية فى بيتنا بس عمرنا مازرعنا ياسمين , على طول كل مانزرع حاجة تيجى العصافير وتاكلها
لدرجة إنى ساعات كنت بتخيل إن العصافير حتيجى فى مرة تسألنا إنتوا حتزرعولنا أيه النهاردة
أبويا عمره ماكان بييأس , بيزرع و بيحاول يحارب العصافير على قد ما بيقدر
كل ما أفتكر الريحان اللى إحنا زارعينه أروح أملا مية من المطبخ علشان أسقيه ألاقى أبويا سبقنى وسقاه
أبويا بالرغم من إنه كبر فى السن وذاكرته ضعيفة بس عمره مانسى يسقى الورد
وأنا الشاب إبن العشرينات ساعات بفتكر وساعات بنسى
بقول لنفسى هو ده الحب الحقيقى فعلان أبويا بيحب الورد علشان كده عمره مانساه , ساعتها بفكر فى نفسى و أقول بس أنا بحبه برضوه والله
14
الواحد وصل لمرحلة إنه مش عايز يخسر أى حد من الناس اللى فاضلين معاه من أيام زمان , بيتيقلى اللخبطة اللى هو فيها والناس اللى يعرفهم مش مستاهلة لخبطة أكتر , أنا كنت زمان شخص حساس جداً , لو حد عملى أيه بزعل و أتقمص و أقطع معاه بالشهور ولا هاممنى
دلوقتى بقيت العكس تماماً , نفسى أمسك النقطة اللى إتحولت فيها للشخص الحلوف المتسامح ده مش عارف
يعنى يمكن بقيت بتخيل أيه السبب اللى يخليك تبعد عن واحد بيحبك و إنت بتحبه لأى سبب إن كان . على طول بتيجى فكرة إن الشخص اللى أنا زعلان معاه حيموت و إحنا زعلانين مع بعض , والندم اللى حيجيلى ساعتها و أقعد أقول لنفسى ساعتها ده مات وهو زعلان منى , و أحُط شوية خيال سينمائى جوا الموقف و أروح أقرا قرأن على قبره و أدعيله و أقعد أقوله يا عم سامحنى والله كنت بحبك والله ماكانش قصدى .
15
إزاى تصدق نفسك ؟؟؟ إزاى فعلاً تقدر توصل لمرحلة إنك فعلاً مستمتع ومصدق نفسك , إنك تبوس الياسمين وشايل من دماغك فكرة إن عليه تراب أو إنه كانت فيه حشرات واقفة عليه , أو إنه وده غالباً كان مرشوش بمبيد , وتشيل من دماغك الأفكار اللى أكيد بيفكر فيها الراجل اللى متنح فيك من بلكونة التانى و إنت بتبوس الياسمين .
اللحظة اللى حتقدر تنسى فيها الكلام اللى فات ده كله , هى دى اللحظة اللى حتحس فيها إن الياسمين هو اللى بيبوسك مش إنت اللى بتبوسه
16
سمر إختفت لحوالى شهر ولا بترد على الموبايل أو تليفونها بيكون مقفول, محدش بيرد على تليفون البيت
أعترف يإن إحساسى ساعتها بشوقى للفضفضة كان أقوى من إحساسى بالقلق , شعور كنت بلوم نفسى عليه جداً
بس للأسف كان هو الشعور الغالب
أخيراً شيماء ردت , أيه فينك يا بنتى
كانت أول مرة بسمعها تعيط , أبوها خبطته عربية , يعنى داسته عربية تعبير أدق و إنه بقاله فوق الشهر فى المستشفى يطلع من عملية عالتانية و إتشوه تماماً ووووكلام كتير كنت بحاول مسمعوش
ساعتها حسيت إن الحيطة اللى كنت بسند عليها , سورى يعنى فى التشبيه ده حسيت إن الحيطة اللى بسند عليها بقت مليانة شروخ , يدوب شايلة نفسها ومش قادرة تشيل حاجة تانية , يمكن كانت محتاجة حد يسندها , الطبيعى و المفروض إنى كنت أحاول أساعدها , يعنى حاولت بس بينى و بين نفسى كنت عارف إنها محاولات على إستحياء مجرد تقضية واجب إنسانى وبس
إبتده السيناريو الثابت لنهاية أى علاقة . المكالمات مدتها تقل. المكالمات عددها يقل , الصمت الرهيب بيسيطر على أغلب المكالمات
فينيتو مارشملو
17
فى سنة من السنين إخترعت حاجة لنفسى إنى أتمنى أى حاجة نفسى فيها و أنا ببوس الياسمين
مش عارف أيه اللى طلع الحكاية دى فى دماغى بس لقيت إنى مش خسران حاجة
اللى كان محببنى فى العملية إنى ماكونتش بكون مرتبها يعنى ساعات بتمنى أمنية وساعات بنسى
وساعات تانية بفقد الأمل فى إن الياسمين ممكن يحقق لى أى حاجة
18
فيه واحد صاحبى عزيز جداً عليا زعلان منى وأنا كمان زعلان منه, يمكن هو حيستغرب لما يعرف إنى زعلان منه
بس عادى يعنى أنا كمان مستغرب إنه زعلان بُص يا مان , أنا زعلان منك علشان إنت زعلان منى بيس يا مان
19
من حوالى سنة كده قابلت سمر بالصدفة فى الشارع , قولت حاجة من إتنين لأما حتعمل مش شايفانى يا إما حتبتدى بالهجوم وجهزت نفسى للدفاع ,
إزيك عامل أيه
والله قرفان جداً يا سمر و مخنوق كمان من الشغل وعايز أسيبه (و قعدت أكركب الدنيا على دماغى و أخدت دور الضعيف المغلوب على أمره) أكتر حاجة لفتت نظرى ساعتها إنها كانت لسة معاها مفاتيح روحى , لقيت نفسى عمال أتكلم و أطلع فى كلام من جوة
وهى عمالة تسمع وتسأل وتطبطب ولسة حنينة زى ماهية , مارضتش أسألها على والدها حسيت إن سؤالى حيبقى سخيف ومالوش فايدة , حسيت إنى لو سألتها حيبقى محاولة منى بس علشان أوريها إنى لسة بهتم بيها يعنى وكده
أعتقد إنه كان حيبقى من حقها ساعتها إنها تسألنى طب ومسألتش عليه بنفسك السنة اللى فاتت دى كلها
20
فيه حد فعلاً ممكن يتبسط إنه يبوس الياسمين
طب فيه حد أصلاً ممكن يبوس الياسمين
أيه الفكرة إنك تكون سعيد علشان عارف إن فيه واحدة بتحبك و إنت بتحبها
طب لو قلتلها إنك بتحب بتبوس الياسمين , وهى بصتلك بدهشة وبعد كده قعدت تضحك , حيبقى أيه رد فعلك
حتبدى تأكدلها فعلاً إنك بتحب تبوس الياسمين , ولا حتبيع الياسمين و تقولها إن واحد صاحب واحد صاحبك هو اللى بيعمل كده
21
فى مرة و تحت تأثير الذكرى الأليمة واللى فضلت مأثرة عليا لحد دلوقتى قعدت ألح على والدتى فى النزول وهى عمالة تقولى إنها تعبانة ومش حمل نزول و تمشية .
طب بزمتك بقالك أد أيه مبوستيش الياسمين؟؟
كُنت مستنيها تقولى ياههههه إنت لسة فاكر , وتبتسم و تقولى فاكر حكاية الياسمين دى كنت بقولهالك و إنت صغير
الغريب إنها ردت عليا بتلقائية وقالتلى روح بوسه وهو حيعتبر إنى بوستى وصلته
22
الأسبوع اللى فاتت و أنا عمال أدعبس فى أدراجى لقيت نوتة بنى صغيرة كنت متعود أحتفظ فيها بنمر التليفونات قبل ماجيب موبايل وحتى بعد ما جبت موبايل كنت بحب جداً ملمسها القطيفة بس من الواضح إنها كانت تاهت منى أو إن الموبايل غار منها فتاواها فى درج من الأدراج , عمال أفر فيها لقيت نمرة شيماء موجودة , مفكرتش كتير
مسكت التليفون وطلبت نمرتها وكنت بتمنى إنها متكونش نمرتها
الو مين
إزيك يا سمر أيه فاكرانى ولا أيه
إزيك يا محمود , فينك يا راجل وعامل أيه و أخبارك ووو
كنت بحاول أمسك نفسى و أسيطر على ماسورة الفضفضة اللى بتتفتح أول مبسمع صوتها, مسكت نفسى
و إبتديت أحكيلها حكاية الياسمين و إنى أول مرة أكتشف إنها برضوه كانت ياسمينة, قولتلها إنى بينى و بين نفسى معتبر إنها زى الياسمين حاجة حلوة أكتر من الازم ومن كُتر ماهية أدام الناس مش قادرين يحسوا بجمالها , مش فاكر الكلام بالظبط والله كُل همى كان إنى أقولها كلام كويس , بس لقيت نفسى بقولها كلام أفتكر إنى لو كنت حضرته مكونتش حعرف أقوله على أخر المكالمة لقيت صوتى عمال ينهج و هى عمالة تعيط فى الناحية التانية وعمالة تقولى ربنا يخليك والله يا محمود , أفتكر إن اللحظة دى من أسعد اللحظات اللى حصلتلى فى الفترة الأخيرة
خلصت المكالمة مسكت الورقة اللى كانت فيه نمرتها قطعتها هى والورقة اللى وراها , ورمتهم فى الباسكت الأزرق اللى عندى فى الأودة
23
فيه مشهد شهير جداً فى الأفلام الأمريكانى
البطل و البطلة ماشيين فى منتهى الهدوء ووراهم المبنى أو البلد أو أى حاجة مفجرنها , و إنفجارات ونار و حبشتكانات , وهما ولا فى الدماغ , يعنى المخرج ساعتها بيكون عايز يعمل مشهد حلو بغض النظر عن واقعيته
يعنى المشهد ده هو اللى جه فى دماغى بعد ما خلصت مع سمر التليفون وقطعت نمرتها بأداء تمثيلى جامد جداً
كان عاجبنى ساعتها الصراحة , أكيد ساعتها قعدت على كرسى فى نص الأودة حطيت رجليا على مكتبى . فتشت جيوبى عن علبة السجاير , بس بطلت تدوير بعد ما إكتشفت إن مفيش معايا سجاير لأنى أصلاً مبشربش سجاير
نفس الأحساس ساعات بحسه و أنا ببوس الياسمين بحس إنه خط غير حقيقى وغير واقعى بالمرة فى حياتى
بس أنا حاطه فى حياتى علشان بيديها لون وردى لطيف وجميل
24
ساعات بفكر لو كتبت للراجل ده يا عم خلاص حقك عليا أنا غلطان , ولو إنت فعلاً نيتك صافية و صافى يا لبن حليب يا قشطة , عايزك تروح وتبوس الياسمين , وساعتها خلاص ححس إنك خالص مخلص من نحيتى وحقوم لابس هدومى ورايح عالقهوة , حلاقيك قاعد بتشرب قهوتك , ونقعد نتكلم بقى عن السينما والحريم وعن الأهلى و الزمالك ونقعد ننم على الناس اللى نعرفهم , مش حنعمل إن إحنا بنتفادى الكلام فى مواضيعنا القديمة , بوستك للياسمين دى حتمسح كل حاجة وحشة جواك أو.....جوايا
مش بقولك فانتازيا , بس بذمتك مش أحلى حاجة فى الدنيا الفانتازيا
25
ساعات كده لما الفانتازيا بتتملكنى بحاول تخيل منظر الياسمينة و انا داخل عليها , بحاول تخيل شعورها أكيد ساعتها بتبقى مستغربة جداً
الياسمينة مستغربة و جداً كمان صباح الهياس يعنى
أكيد بتقعد تسأل نفسها ده عبيط ده ولا أيه , الللللللله ده حياكلنى ولا أيه , يعنى بيقطفونا و سكتنا ياكلونا كمان
يا عم إنت أنا بتقطف والله مش بتاكل , الللللله أيه اللى بتعمله عيب كده إختشى إحنا فى قلب الحديقة
لو عندك بوكيه فاضى أنا معنديش مشاكل
وأنا فى إبتدائى أمى وهى بتحطلى السندوتشات فى جيب الشنطة اللى من قدام , وبتحطلى مصروفى فى جيب القميص كانت بتوصينى دايماً أبوس الياسمين منين مشوفه
2
أمى بعد ما طلعت على المعاش وبحكم إنها كانت متعودة تنزل كل يوم كانت متعودة تنزل تشترى حاجات للبيت
يعنى زى مابيقولوا بتمشى رجلها ,أول صيف بعد خروجها على المعاش جت وقالتلى تعالى ننزل نتمشى شوية عالبحر
أنا على طول كنت بحب أتكلم مع أمى فى كل المواضيع بس فكرة إنى أنزل و أتمشى معاها على البحر كنت مستغربها معرفش ليه, كانت كل يوم تلح عليا و أنا أقولها عندى مشوار , مليش مزاج والله مصدع شوية , البحر زحمة أوى دانا مبعرفش أتمشى عليه لوحدى
3
مفتكرش إنى كنت ببوس الياسمين كتير و أنا فى إبتدائى , يعنى كنت بستغرب جداً الفكرة , غالباً كنت ببوسه علشان عارف إنى لو مبوستوش أمى حتزعل منى , إنها تعرف إزاى بقى إنى مبوستوش غالباً كده بعقلية الطفل مكونتش بفكر فى الحكاية دى , أو يمكن كنت مقتنع ساعتها إن العصفورة اللى بتقولها إنى ماكلتش سندوتشاتى حتكمل جميلها وتقولها إنى مبوستش الياسمين
4
بعد خروجى من قصة حب فاشلة قررت بعدها إنى خلاص فينيتو و إنى حاشيل أيدى من حكاية الحب دى, إتعرفت على بنت كانت أصغر منى بسنة كدة أو سنتين , بأمانة أكتر حاجة جذبتنى ليها إنها كانت بتخلينى أتكلم , كانت عندها قدرة على إنها تخلينى أتكلم من غير ما أحس إنى بفضفض أو بضايق حد أو بتقل عليه بمشاكلى, مكونتش بعتبرها حبيبة أو أخت أو صديقة يعنى كانت حاجة جميلة كده موجودة فى حياتى, كنت مقتنع إنى مش بحب أتكلم معاها مش علشان هى بنت جميلة أو إنها دماغها كويسة , هى كانت بتوفرلى حاجة أهم من ده كله
الإحتواء........
5
لما الدنيا بتكركب فوق دماغى و تطبل جامد بقول خلاص تولع بجاز وسخ , ببدأ ألعبها بطريقتى و أمنطق أى حاجة حتى ولو ماكانش ليها معنى , بحُط دلالة لأى حاجة أى إن كانت , تتعرف بالصدفة على بنت تعجبك جداً , فتسألها بمنتهى الثقة
6
إنتى إسمك ياسمين صح
لأ إسمى سمر إشمعنى ياسمين يعنى
مممممم يعنى مممم ممكن علشان إنتى رقيقة زى الياسمين
يا عم ربنا يخليك إنت اللى رقيق والله
أنا مش رقيق يا أنسة , أنا أخدت حريتى من زمان نياه نياه نياه
7
فى مرة كنت ماشى فى شارع محمد نجيب بليل رايح القهوة فجأة طلعت فى دماغى إنى أمسك ورقة و أبتدى أكتب فيها أسماء كل الناس اللى فعلاً بحبهم جداً جداً
الفكرة فضلت مسيطرة عليا بشكل غير طبيعى لحد ماروحت القهوة و قعدت و إبتدينا نتكلم و نلعب ووو
روحت البيت مسكت ورقة و قلم علشان أكتب لقيت نفسى مش حابب العملية و مكسل
اللى وجعنى أكتر حاجة إنى إستخسفت العملية مع إنى من قبليها بكام ساعة كان هاين عليا أركن على أى عربية و أكتب اللى فى دماغى
8
فى يوم فى نفس هذا الصيف روحت بيتنا متأخر لقيت أمى سهرانة على غير العادة , كانت جايبة لب وسودانى بقشره من اللى هى بتحبه وقاعدة فى البلكون , كنت حاسس إنها مبسوطة , مسألتش قولت أكيد هى حتتكلم , أخدت شوية لب و قعدت على الكرسى اللى فى وشها و إبتدت تتكلم
قالتلى إنها لقت نفسها زهقانة فقررت إنها تنزل تتمشى شوية على كورنيش البحر ....قعدت تتمشى لحد ما تعبت من المشى فقعدت تريح شوية على سور كورنيش البحر , كانت قاعدة جنب عيلة وشوية شوية شبكت فى الكلام مع ست من العيلة دية , وقعدت تحكيلى إن الست عندها إبن أصغر منى بسنتين كده و إنه راح جابلهم كلهم بمافيهم والدتى دُرة وحاجة ساقعة
أمى كانت قاعدة مبسوطة جداً يوميها , و أنا كنت حاسس إنى عايز أعيط , عايز أحضنها مكنتش لاقى كلام أقوله كعادتى فى المواقف دى . بتنح وبس
9
أول دخولى لعالم السينما و القراية والذى منه كنت مقتنع جداً إن الحاجات دى , أو بمعنى أكثر إحتراماً أى عمل إبداعى لازم أخرج منه بفكرة بهدف بقيمة , بمرور الوقت الإقتناع ده إنتهى تماماً … إقتنعت إن وظيفة أى عمل إبداعى إنى أطلع منه مبسوط وبس من غير محس إنه ضربنى على قفايا أو حاول يحطلى المعنى بالعافية فى بقى
يعنى قول بيدينى ساعتين ممكن يوصلوا لخمسة لو كانت رواية ظريفة وخلاص شكراً , بخرج منهم وأنا بقول للواقع أنا مبسوط أهوه غصبن عن عين أهلك يا واقع يا إبن الكلب .
10
سمر كانت بتحب الرسم جداً معلومة يمكن إكتشفتها بعد حوالى تلات أشهر من معرفتى بيها , ودى كانت حاجة إستغربتلها جداً , مش إنها بتحب الرسم لأ لأنى عرفت الحكاية دى متأخر أوى
يعنى إكتشفت إنى كنت أنانى أكتر من الازم بفضفض و بس من غير ماديلها فرصة إنها تتكلم أو أى حاجة يمكن كانت علشان على طول بتضحك كنت فاكر إنها واحدة معندهاش مشاكل ولا أى حاجة
إبتديت أمررلها الخيط و أحاول واحدة واحدة أشوف أيه اللى جواها , إبتديت تحكيلى إنها عملت معرض قبل كدة و إنها قدرت تجيب منحة فى أمريكا بس أبوها كان رافض فكرة إن بنته الوحيدة تسافر أمريكا لوحدها
فى الفترة دى عرفتنى على أهلها يمكن منظرى بشعرى الكبير و دقنى الكبيرة برضوه و مع مظاهر التخلف البادية على وجه العبدلله إقتنعوا إن أكيد الشخص ده واحد رسام زميل بنتهم و إنه غالباً مش حيقدر يأذى إبنهم و إنه شكله ميقدرش يأذى نملة أصلاً , فاكر والدتها وهى بتقولى والنبى خلى بالك على سمر يا محمود إنت عارف إنها غلبانة و طيبة
11
كل ما أحس بالدنيا بتضيق جامد عليا أفتكر الياسمين , أفتكر ريحته , أخش عالنت و أدور على أى صور ليه
أروح عند الأماكن اللى كنت بشوفه فيها زمان قبل ماتطلع مكانها عمارات , أقول يمكن يمكن تكون فيه لسة ياسمينة باقية عالوعد ومستنيانى
12
الحكاية دى فضلت مأثرة معايا لفترة طويلة مجربتش فيها إنى أقولها تعالى نتمشى أو كده وهى من ناحيتها بطلت تسألنى وبمرور الوقت تحولت إلى ست بيتوتية جداً جداً , حتى طلبات البيت بتجيبها بالتليفون
مع بداية إنى أمسك خيوط نفسى , ومحاولاتى لعلاج الشروخ اللى فى حياتى ...إبتديت أعرض على أمى بإلحاح إننا نتمشى , نروح نقعد على أى كافيتريا على البحر , نروح الفيلم الجديد بتاع هنيدى ..يا ماما ده بيقولوا عليه ظريف جداً وكوميدى , يا ستى والله حييجى فى التلفزيون بعد مية سنة
13
أول مرة الأحظ من فترة قريبة إننا زرعنا أغلب أنواع النباتات المنزلية والغير منزلية فى بيتنا بس عمرنا مازرعنا ياسمين , على طول كل مانزرع حاجة تيجى العصافير وتاكلها
لدرجة إنى ساعات كنت بتخيل إن العصافير حتيجى فى مرة تسألنا إنتوا حتزرعولنا أيه النهاردة
أبويا عمره ماكان بييأس , بيزرع و بيحاول يحارب العصافير على قد ما بيقدر
كل ما أفتكر الريحان اللى إحنا زارعينه أروح أملا مية من المطبخ علشان أسقيه ألاقى أبويا سبقنى وسقاه
أبويا بالرغم من إنه كبر فى السن وذاكرته ضعيفة بس عمره مانسى يسقى الورد
وأنا الشاب إبن العشرينات ساعات بفتكر وساعات بنسى
بقول لنفسى هو ده الحب الحقيقى فعلان أبويا بيحب الورد علشان كده عمره مانساه , ساعتها بفكر فى نفسى و أقول بس أنا بحبه برضوه والله
14
الواحد وصل لمرحلة إنه مش عايز يخسر أى حد من الناس اللى فاضلين معاه من أيام زمان , بيتيقلى اللخبطة اللى هو فيها والناس اللى يعرفهم مش مستاهلة لخبطة أكتر , أنا كنت زمان شخص حساس جداً , لو حد عملى أيه بزعل و أتقمص و أقطع معاه بالشهور ولا هاممنى
دلوقتى بقيت العكس تماماً , نفسى أمسك النقطة اللى إتحولت فيها للشخص الحلوف المتسامح ده مش عارف
يعنى يمكن بقيت بتخيل أيه السبب اللى يخليك تبعد عن واحد بيحبك و إنت بتحبه لأى سبب إن كان . على طول بتيجى فكرة إن الشخص اللى أنا زعلان معاه حيموت و إحنا زعلانين مع بعض , والندم اللى حيجيلى ساعتها و أقعد أقول لنفسى ساعتها ده مات وهو زعلان منى , و أحُط شوية خيال سينمائى جوا الموقف و أروح أقرا قرأن على قبره و أدعيله و أقعد أقوله يا عم سامحنى والله كنت بحبك والله ماكانش قصدى .
15
إزاى تصدق نفسك ؟؟؟ إزاى فعلاً تقدر توصل لمرحلة إنك فعلاً مستمتع ومصدق نفسك , إنك تبوس الياسمين وشايل من دماغك فكرة إن عليه تراب أو إنه كانت فيه حشرات واقفة عليه , أو إنه وده غالباً كان مرشوش بمبيد , وتشيل من دماغك الأفكار اللى أكيد بيفكر فيها الراجل اللى متنح فيك من بلكونة التانى و إنت بتبوس الياسمين .
اللحظة اللى حتقدر تنسى فيها الكلام اللى فات ده كله , هى دى اللحظة اللى حتحس فيها إن الياسمين هو اللى بيبوسك مش إنت اللى بتبوسه
16
سمر إختفت لحوالى شهر ولا بترد على الموبايل أو تليفونها بيكون مقفول, محدش بيرد على تليفون البيت
أعترف يإن إحساسى ساعتها بشوقى للفضفضة كان أقوى من إحساسى بالقلق , شعور كنت بلوم نفسى عليه جداً
بس للأسف كان هو الشعور الغالب
أخيراً شيماء ردت , أيه فينك يا بنتى
كانت أول مرة بسمعها تعيط , أبوها خبطته عربية , يعنى داسته عربية تعبير أدق و إنه بقاله فوق الشهر فى المستشفى يطلع من عملية عالتانية و إتشوه تماماً ووووكلام كتير كنت بحاول مسمعوش
ساعتها حسيت إن الحيطة اللى كنت بسند عليها , سورى يعنى فى التشبيه ده حسيت إن الحيطة اللى بسند عليها بقت مليانة شروخ , يدوب شايلة نفسها ومش قادرة تشيل حاجة تانية , يمكن كانت محتاجة حد يسندها , الطبيعى و المفروض إنى كنت أحاول أساعدها , يعنى حاولت بس بينى و بين نفسى كنت عارف إنها محاولات على إستحياء مجرد تقضية واجب إنسانى وبس
إبتده السيناريو الثابت لنهاية أى علاقة . المكالمات مدتها تقل. المكالمات عددها يقل , الصمت الرهيب بيسيطر على أغلب المكالمات
فينيتو مارشملو
17
فى سنة من السنين إخترعت حاجة لنفسى إنى أتمنى أى حاجة نفسى فيها و أنا ببوس الياسمين
مش عارف أيه اللى طلع الحكاية دى فى دماغى بس لقيت إنى مش خسران حاجة
اللى كان محببنى فى العملية إنى ماكونتش بكون مرتبها يعنى ساعات بتمنى أمنية وساعات بنسى
وساعات تانية بفقد الأمل فى إن الياسمين ممكن يحقق لى أى حاجة
18
فيه واحد صاحبى عزيز جداً عليا زعلان منى وأنا كمان زعلان منه, يمكن هو حيستغرب لما يعرف إنى زعلان منه
بس عادى يعنى أنا كمان مستغرب إنه زعلان بُص يا مان , أنا زعلان منك علشان إنت زعلان منى بيس يا مان
19
من حوالى سنة كده قابلت سمر بالصدفة فى الشارع , قولت حاجة من إتنين لأما حتعمل مش شايفانى يا إما حتبتدى بالهجوم وجهزت نفسى للدفاع ,
إزيك عامل أيه
والله قرفان جداً يا سمر و مخنوق كمان من الشغل وعايز أسيبه (و قعدت أكركب الدنيا على دماغى و أخدت دور الضعيف المغلوب على أمره) أكتر حاجة لفتت نظرى ساعتها إنها كانت لسة معاها مفاتيح روحى , لقيت نفسى عمال أتكلم و أطلع فى كلام من جوة
وهى عمالة تسمع وتسأل وتطبطب ولسة حنينة زى ماهية , مارضتش أسألها على والدها حسيت إن سؤالى حيبقى سخيف ومالوش فايدة , حسيت إنى لو سألتها حيبقى محاولة منى بس علشان أوريها إنى لسة بهتم بيها يعنى وكده
أعتقد إنه كان حيبقى من حقها ساعتها إنها تسألنى طب ومسألتش عليه بنفسك السنة اللى فاتت دى كلها
20
فيه حد فعلاً ممكن يتبسط إنه يبوس الياسمين
طب فيه حد أصلاً ممكن يبوس الياسمين
أيه الفكرة إنك تكون سعيد علشان عارف إن فيه واحدة بتحبك و إنت بتحبها
طب لو قلتلها إنك بتحب بتبوس الياسمين , وهى بصتلك بدهشة وبعد كده قعدت تضحك , حيبقى أيه رد فعلك
حتبدى تأكدلها فعلاً إنك بتحب تبوس الياسمين , ولا حتبيع الياسمين و تقولها إن واحد صاحب واحد صاحبك هو اللى بيعمل كده
21
فى مرة و تحت تأثير الذكرى الأليمة واللى فضلت مأثرة عليا لحد دلوقتى قعدت ألح على والدتى فى النزول وهى عمالة تقولى إنها تعبانة ومش حمل نزول و تمشية .
طب بزمتك بقالك أد أيه مبوستيش الياسمين؟؟
كُنت مستنيها تقولى ياههههه إنت لسة فاكر , وتبتسم و تقولى فاكر حكاية الياسمين دى كنت بقولهالك و إنت صغير
الغريب إنها ردت عليا بتلقائية وقالتلى روح بوسه وهو حيعتبر إنى بوستى وصلته
22
الأسبوع اللى فاتت و أنا عمال أدعبس فى أدراجى لقيت نوتة بنى صغيرة كنت متعود أحتفظ فيها بنمر التليفونات قبل ماجيب موبايل وحتى بعد ما جبت موبايل كنت بحب جداً ملمسها القطيفة بس من الواضح إنها كانت تاهت منى أو إن الموبايل غار منها فتاواها فى درج من الأدراج , عمال أفر فيها لقيت نمرة شيماء موجودة , مفكرتش كتير
مسكت التليفون وطلبت نمرتها وكنت بتمنى إنها متكونش نمرتها
الو مين
إزيك يا سمر أيه فاكرانى ولا أيه
إزيك يا محمود , فينك يا راجل وعامل أيه و أخبارك ووو
كنت بحاول أمسك نفسى و أسيطر على ماسورة الفضفضة اللى بتتفتح أول مبسمع صوتها, مسكت نفسى
و إبتديت أحكيلها حكاية الياسمين و إنى أول مرة أكتشف إنها برضوه كانت ياسمينة, قولتلها إنى بينى و بين نفسى معتبر إنها زى الياسمين حاجة حلوة أكتر من الازم ومن كُتر ماهية أدام الناس مش قادرين يحسوا بجمالها , مش فاكر الكلام بالظبط والله كُل همى كان إنى أقولها كلام كويس , بس لقيت نفسى بقولها كلام أفتكر إنى لو كنت حضرته مكونتش حعرف أقوله على أخر المكالمة لقيت صوتى عمال ينهج و هى عمالة تعيط فى الناحية التانية وعمالة تقولى ربنا يخليك والله يا محمود , أفتكر إن اللحظة دى من أسعد اللحظات اللى حصلتلى فى الفترة الأخيرة
خلصت المكالمة مسكت الورقة اللى كانت فيه نمرتها قطعتها هى والورقة اللى وراها , ورمتهم فى الباسكت الأزرق اللى عندى فى الأودة
23
فيه مشهد شهير جداً فى الأفلام الأمريكانى
البطل و البطلة ماشيين فى منتهى الهدوء ووراهم المبنى أو البلد أو أى حاجة مفجرنها , و إنفجارات ونار و حبشتكانات , وهما ولا فى الدماغ , يعنى المخرج ساعتها بيكون عايز يعمل مشهد حلو بغض النظر عن واقعيته
يعنى المشهد ده هو اللى جه فى دماغى بعد ما خلصت مع سمر التليفون وقطعت نمرتها بأداء تمثيلى جامد جداً
كان عاجبنى ساعتها الصراحة , أكيد ساعتها قعدت على كرسى فى نص الأودة حطيت رجليا على مكتبى . فتشت جيوبى عن علبة السجاير , بس بطلت تدوير بعد ما إكتشفت إن مفيش معايا سجاير لأنى أصلاً مبشربش سجاير
نفس الأحساس ساعات بحسه و أنا ببوس الياسمين بحس إنه خط غير حقيقى وغير واقعى بالمرة فى حياتى
بس أنا حاطه فى حياتى علشان بيديها لون وردى لطيف وجميل
24
ساعات بفكر لو كتبت للراجل ده يا عم خلاص حقك عليا أنا غلطان , ولو إنت فعلاً نيتك صافية و صافى يا لبن حليب يا قشطة , عايزك تروح وتبوس الياسمين , وساعتها خلاص ححس إنك خالص مخلص من نحيتى وحقوم لابس هدومى ورايح عالقهوة , حلاقيك قاعد بتشرب قهوتك , ونقعد نتكلم بقى عن السينما والحريم وعن الأهلى و الزمالك ونقعد ننم على الناس اللى نعرفهم , مش حنعمل إن إحنا بنتفادى الكلام فى مواضيعنا القديمة , بوستك للياسمين دى حتمسح كل حاجة وحشة جواك أو.....جوايا
مش بقولك فانتازيا , بس بذمتك مش أحلى حاجة فى الدنيا الفانتازيا
25
ساعات كده لما الفانتازيا بتتملكنى بحاول تخيل منظر الياسمينة و انا داخل عليها , بحاول تخيل شعورها أكيد ساعتها بتبقى مستغربة جداً
الياسمينة مستغربة و جداً كمان صباح الهياس يعنى
أكيد بتقعد تسأل نفسها ده عبيط ده ولا أيه , الللللللله ده حياكلنى ولا أيه , يعنى بيقطفونا و سكتنا ياكلونا كمان
يا عم إنت أنا بتقطف والله مش بتاكل , الللللله أيه اللى بتعمله عيب كده إختشى إحنا فى قلب الحديقة
لو عندك بوكيه فاضى أنا معنديش مشاكل